قبل خمس عشرة سنة .. كنا نعيش جميعا في منزل جدي الكبير رحمة الله ... كانت لنا مغامرات كثيرة ..
في يوم من الايام .. في وقت الظهيرة .. ذهبنا انا و ابناء و بنات خالاتي .. في رحلة على الارجل دون ان نخبر احدا في المنزل .. تسللنا الى حي كنا نعرف ان به منزل مهجور محترق..لطالما حيكت حوله قصص مرعبة و كان ذلك المنزل يثير فضولنا بقدر ما يثير خوفنا.. ترأستنا ابنة خالتي و كانت تقودنا .. تبعناها جميعا الى ذلك المنزل.. عندما وصلنا اليه .. توقفنا امامه برهة .. لنتأكد ان لا احد بداخله .. لم نسمع شيئاً فدفعنا هذا الى الدخول .. كان فارغا .. و مغبرا .. و خيوط العنكبوت تغطي الجدران .. سمعنا فجأة صوت خشخشة من مكان بعيد .. خفنا .. و ارتعبنا .. و أردنا ان نخرج .. لكن ابن خالتي .. ضحك .. قائلا : انظروا الى زمرة الجبناء هذه .. و اخذ يبتعد عنا و هو يقول ساتكد من مصدر الصوت فمن يحب ان ياتي معي ؟ .. هنا تبادلنا جميعا نظرة صامتة طويلة .. كانت الجواب الذي ينتظره ابن خالتي .. فضحك هذه المرة بصوت اعلى قائلا: أراكم لاحقا .. شيعته نظراتنا الحائرة الوجلة حتى اختفى داخل المنزل ..و بعد برهة من الصمت المطبق .. تحدثت و انا ازدرد ريقي بصوت اشبه بالهمس .. ما العمل ؟.. اجابتني ابنة خالتي بصوت مخنوق و بنبرات تحمل شيء من العصبية .. بالطبع سنبحث بدورنا عن مصدر الصوت .. لن ادع احمد يصمني بالجبن .. .. بينما نحن واقفين احسسنا بشي يصعد على ارجلنا .. صرخنا وبدأنا نضرب أرجلنا بالارض ..حتى اكتشفنا مجموعة من النمل غاضبة ..لاننا كنا قد هدمنا مساكنها الرملية بارجلنا دون قصد .. و هنا انجرفنا ضاحكين على انفسنا .. فقلت بثقة هذه المرة .. لا شيئ يستدعي للخوف .. في هذا المنزل الخرب.. و قررنا التجوال في ارجائه .. .. بداية انتقلنا الى احدى الغرف .. كانت تبدوا كغرفة معيشة .. اتى الحريق على الجزء الاكبر منها .. بينما قضت العوام على اكثر ملامح الغرفة .. صوت الخشخشة عاد من جديد .. كنا قد قضينا قرابة نصف ساعة في اكتشاف الغرفة ..لننتبه على ذاك الصوت ان ابن خالتي لم يعد بعد .. و خفنا من حدوث مكروه له .. فبدأنا ننادي باسمه .. لكننا لم نسمع سوى صدى اصواتنا .. ارتعبت ابنة خالتي التي كانت تترأس المجموعة .. و قالت:اخشى ان شيئا قد اصاب احمد .. لقد تاخر بالعودة .. فقلت بدوري : هيا نبحث عنه في علية المنزل .. تسللنا الى حيث السلم .. الذي يفصل العلية .. عن باقي غرف المزل و الواقعة في الدور السفلي .. لكن لا اثر لاحمد في العلية .. فاخذنا ننادي عليه .. حتى سمعنا صوت زمجرة و نباح .. كان الصوت آتيا من خلفنا .. التفتنا جميعا و لم نجد شيئاً .. واصلنا طريقنا نبحث و نبحث .. عاد صوت النباح من جديد .. دون ادنى وجود لكائن حي حولنا .. اثار ذلك الرعب في داخلنا .. فبدأ اصغرنا بالبكاء .. انشغل بعضنا باسكاته .. حتى لا يدل صوت بكائه على مكاننا . بينما استمر الاخرون بالارتجاف خوفا و فرقا.. و بعد ان تاكدنا من خلو العلية .. نزلنا مرة اخرى . لنبحث في بقية الغرف ..هذه المرة اتجهنا الى غرفة تقع بالقرب من الباب الرئيسي . و ما ان ولجنا الى الغرفة .. حتى انغلق بابها بصوت مرتفع ..عكست هذه المرة نظراتنا .. الخوف الذي يعتمل في داخلنا .. انكمشنا في ركن في يطل على نافذة يتسلل من خلالها بصيص شعاع للشمس .. جلست ابنة خالتي تتوسطنا بينما التف الجميع في نصف دائرة مغلقة .. ظهورنا الى الجدار ..و وجوهنا تواجه زوايا الغرفة ..فقلت بعد ان طال سكوتنا : و الان ؟ .. فجأة تذكرت ابنة خالتي قصة حكتها جدتي .. عن عفاريت .. و بيوت مسكونة .. و بدات تعيد القصة علينا .. طلبت منها السكوت .. و قال الاخرون: لا نريد ان نسمع حكايتك هذه .. و بينما كنا نتجادل .. سمعنا صوت تحطم النافذة التي كنا جالسين تحتها .. قفزنا جميعا نتسابق نحو الباب ..الذي ما ان امسكت بمقبضه حتى انفتح بسهولة .. خرجنا بعدها الى خارج المنزل المرعب .. فاذا بنا نصعق بوجود قطرات دم على الارض .. مختلطا بالزجاج المحطم .. .. صرخت قائلة انظروا انظروا .. دم دم !!!
هذه المرة لم تحل النظرات أي شيء .. فقد أخذنا الذهول بعيدا .. تساءلنا جميعا .. اين احمد؟ .. وظل هذا التساؤل يتردد في اعماق كل منا .. محفوفا بكل ما يعنيه الخوف والوجل .. وقررنا بعد تشاور القيام بشيء مختلف .. سنقسم الفريق الى قسمين .. ثلاثة سيبقون في الخارج .. وفي حين لم نعد بعد نصف ساعة ينطلقون الى المنزل لاخبار الجميع .. بينما ينطلق الاربع الاخرون الى داخل المنزل بحثا عن احمد .. وهنا تسائلت منى : من صاحب قطرات الدم هذه .. .. قلت لهم لندخل المنزل و نرى ان كان هناك أحد سوانا .
وما ان تجاوزنا الى مدخل المنزل .. حتى ظهر فجاة ابن خالتي امامنا . . يركض .. و يلهث . سألناه ماذا حدث । و اين كان كل هذا الوقت ؟ اخذ يشير الى خلفه و يتمتم نظرنا خلفه ... لم يكن هناك اي شي ..و فجاة صرخ قائلا: طويل الساقين .. هنا صرخنا بدورنا وخرجنا بسرعة لننضم مرددين " طويل الساقين .. طويل الساقيين " الى المجموعة التي تنتظرنا في الخارج .
في يوم من الايام .. في وقت الظهيرة .. ذهبنا انا و ابناء و بنات خالاتي .. في رحلة على الارجل دون ان نخبر احدا في المنزل .. تسللنا الى حي كنا نعرف ان به منزل مهجور محترق..لطالما حيكت حوله قصص مرعبة و كان ذلك المنزل يثير فضولنا بقدر ما يثير خوفنا.. ترأستنا ابنة خالتي و كانت تقودنا .. تبعناها جميعا الى ذلك المنزل.. عندما وصلنا اليه .. توقفنا امامه برهة .. لنتأكد ان لا احد بداخله .. لم نسمع شيئاً فدفعنا هذا الى الدخول .. كان فارغا .. و مغبرا .. و خيوط العنكبوت تغطي الجدران .. سمعنا فجأة صوت خشخشة من مكان بعيد .. خفنا .. و ارتعبنا .. و أردنا ان نخرج .. لكن ابن خالتي .. ضحك .. قائلا : انظروا الى زمرة الجبناء هذه .. و اخذ يبتعد عنا و هو يقول ساتكد من مصدر الصوت فمن يحب ان ياتي معي ؟ .. هنا تبادلنا جميعا نظرة صامتة طويلة .. كانت الجواب الذي ينتظره ابن خالتي .. فضحك هذه المرة بصوت اعلى قائلا: أراكم لاحقا .. شيعته نظراتنا الحائرة الوجلة حتى اختفى داخل المنزل ..و بعد برهة من الصمت المطبق .. تحدثت و انا ازدرد ريقي بصوت اشبه بالهمس .. ما العمل ؟.. اجابتني ابنة خالتي بصوت مخنوق و بنبرات تحمل شيء من العصبية .. بالطبع سنبحث بدورنا عن مصدر الصوت .. لن ادع احمد يصمني بالجبن .. .. بينما نحن واقفين احسسنا بشي يصعد على ارجلنا .. صرخنا وبدأنا نضرب أرجلنا بالارض ..حتى اكتشفنا مجموعة من النمل غاضبة ..لاننا كنا قد هدمنا مساكنها الرملية بارجلنا دون قصد .. و هنا انجرفنا ضاحكين على انفسنا .. فقلت بثقة هذه المرة .. لا شيئ يستدعي للخوف .. في هذا المنزل الخرب.. و قررنا التجوال في ارجائه .. .. بداية انتقلنا الى احدى الغرف .. كانت تبدوا كغرفة معيشة .. اتى الحريق على الجزء الاكبر منها .. بينما قضت العوام على اكثر ملامح الغرفة .. صوت الخشخشة عاد من جديد .. كنا قد قضينا قرابة نصف ساعة في اكتشاف الغرفة ..لننتبه على ذاك الصوت ان ابن خالتي لم يعد بعد .. و خفنا من حدوث مكروه له .. فبدأنا ننادي باسمه .. لكننا لم نسمع سوى صدى اصواتنا .. ارتعبت ابنة خالتي التي كانت تترأس المجموعة .. و قالت:اخشى ان شيئا قد اصاب احمد .. لقد تاخر بالعودة .. فقلت بدوري : هيا نبحث عنه في علية المنزل .. تسللنا الى حيث السلم .. الذي يفصل العلية .. عن باقي غرف المزل و الواقعة في الدور السفلي .. لكن لا اثر لاحمد في العلية .. فاخذنا ننادي عليه .. حتى سمعنا صوت زمجرة و نباح .. كان الصوت آتيا من خلفنا .. التفتنا جميعا و لم نجد شيئاً .. واصلنا طريقنا نبحث و نبحث .. عاد صوت النباح من جديد .. دون ادنى وجود لكائن حي حولنا .. اثار ذلك الرعب في داخلنا .. فبدأ اصغرنا بالبكاء .. انشغل بعضنا باسكاته .. حتى لا يدل صوت بكائه على مكاننا . بينما استمر الاخرون بالارتجاف خوفا و فرقا.. و بعد ان تاكدنا من خلو العلية .. نزلنا مرة اخرى . لنبحث في بقية الغرف ..هذه المرة اتجهنا الى غرفة تقع بالقرب من الباب الرئيسي . و ما ان ولجنا الى الغرفة .. حتى انغلق بابها بصوت مرتفع ..عكست هذه المرة نظراتنا .. الخوف الذي يعتمل في داخلنا .. انكمشنا في ركن في يطل على نافذة يتسلل من خلالها بصيص شعاع للشمس .. جلست ابنة خالتي تتوسطنا بينما التف الجميع في نصف دائرة مغلقة .. ظهورنا الى الجدار ..و وجوهنا تواجه زوايا الغرفة ..فقلت بعد ان طال سكوتنا : و الان ؟ .. فجأة تذكرت ابنة خالتي قصة حكتها جدتي .. عن عفاريت .. و بيوت مسكونة .. و بدات تعيد القصة علينا .. طلبت منها السكوت .. و قال الاخرون: لا نريد ان نسمع حكايتك هذه .. و بينما كنا نتجادل .. سمعنا صوت تحطم النافذة التي كنا جالسين تحتها .. قفزنا جميعا نتسابق نحو الباب ..الذي ما ان امسكت بمقبضه حتى انفتح بسهولة .. خرجنا بعدها الى خارج المنزل المرعب .. فاذا بنا نصعق بوجود قطرات دم على الارض .. مختلطا بالزجاج المحطم .. .. صرخت قائلة انظروا انظروا .. دم دم !!!
هذه المرة لم تحل النظرات أي شيء .. فقد أخذنا الذهول بعيدا .. تساءلنا جميعا .. اين احمد؟ .. وظل هذا التساؤل يتردد في اعماق كل منا .. محفوفا بكل ما يعنيه الخوف والوجل .. وقررنا بعد تشاور القيام بشيء مختلف .. سنقسم الفريق الى قسمين .. ثلاثة سيبقون في الخارج .. وفي حين لم نعد بعد نصف ساعة ينطلقون الى المنزل لاخبار الجميع .. بينما ينطلق الاربع الاخرون الى داخل المنزل بحثا عن احمد .. وهنا تسائلت منى : من صاحب قطرات الدم هذه .. .. قلت لهم لندخل المنزل و نرى ان كان هناك أحد سوانا .
وما ان تجاوزنا الى مدخل المنزل .. حتى ظهر فجاة ابن خالتي امامنا . . يركض .. و يلهث . سألناه ماذا حدث । و اين كان كل هذا الوقت ؟ اخذ يشير الى خلفه و يتمتم نظرنا خلفه ... لم يكن هناك اي شي ..و فجاة صرخ قائلا: طويل الساقين .. هنا صرخنا بدورنا وخرجنا بسرعة لننضم مرددين " طويل الساقين .. طويل الساقيين " الى المجموعة التي تنتظرنا في الخارج .
بدانا جميعا بالعدو ॥ مطلقين سيقاننا للريح .. حتى وصلنا الى منزلنا ..و امامه وقفنا لحظات تلتقط انفاسنا .. ونرتب شعثنا .. وما ان ولجنا الى منزلنا الكبير حتى وجدنا امهاتنا بانتظارنا .
ماذا حدث بعدها ؟؟ و ما هي قصة طويل الساقين ؟ ذلك ما سنعرفه في الجزء القادم ..
~ أيان ~
ماذا حدث بعدها ؟؟ و ما هي قصة طويل الساقين ؟ ذلك ما سنعرفه في الجزء القادم ..
~ أيان ~
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق