كنت قد وعدتكم بالأمس اخباركم بقصة طويل الساقين ..
و الحقيقة اني كنت اجهل حقيقته قبل ذاك اليوم ..
وكنا قد وصلنا الى عودتنا الى منزلنا سالمين لكننا لم نسلم من العقاب الذي كان بانتظارنا .
عوقبنا جميعا بما كنا نسميه باسوء عقاب .. وهو المتمثل بالحرمان من اللعب لمدة اسبوع بأكمله . واحيانا يتجاوز الأمر الى الحرمان من الاجتماع بالاخرين ..
اما طويل الساقين .. الذي اثار ذكره الرعب في نفوس الجميع ، فلم أكن أعرف من امره سوى كونه وحشا لا وجود له .. يعيش في ذاك المنزل المهجور .. ولهذا لا يذهب احد هناك .. ويخشى الجميع مجرد المرور أمام بوابته المشرعة .
مر اسبوع على رحلتنا تلك .. قضيناه جميعا في المنزل معاقبين .. حرمت فيه الاجتماع ببقية أطفال العائلة .. من قبل أمي .. التي أصرت على ابقائي في الملحق المخصص لسكننا .. كانت السعادة بادية الاثر على وجوه جميع اطفال العائلة.. عند اجتماعنا الذي تلا العقاب الجماعي الذي نلنا جميعا قسطنا منه .. أحدثنا صبيحة اللقاء شغبا لا بأس به .. وخوفا من ان تعاد الكرة مرة اخرى .. ونحرم الاجتماع ببعضنا البعض ثانية .. آثرنا الصمت وتخفيف الضجيج ..
وفي ذاك المساء جلسنا نتذكر ما حدث في ذاك المنزل المهجور .. ضحك احمد بصوت عال جدا .. واستغرق في الضحك ونحن نروي ما حدث في غيابه .. نظرت له شزرا وقلت طبعا لن تصدق هذا ؟!
اخبرنا اذن اين اختفيت كل تلك الفترة . وماذا حل بك ..
قال بعد ان هدأت موجة ضحكه: ذهبت بداية الى حيث مصدر الصوت .. تفاجأت بوجود حمامة تبنى عشها على نافذة احدى الغرف .. وكان هذا مصدر الخشخشة التي كنا نسمعها .. وصادر من هبوب النسيم على اعواد التي تبنيها الحمامة .
وهنا جائتني فكرة ارعابكم .. فتسللت من خلفكم من حيث لا تشعرون بوجودي .. وهناك اختبأت واختفيت اسفل طاولة صغيرة التي كانت تملأ حيزا من المكان خلفكم .. وبدأت بإصدارتلك الأصوات التى ارعبتكم ..
- هنا انفجرنا جميعا كنت انت اذن ؟ لقد كنت تخدعنا طوال تلك الفترة .. وتضحك من خوفنا ..
قال مقاطعا : مهلا ، كان ذلك في البداية ، حتى لحقت بكم الى العلية واصدرت الصوت من جديد ، ثم قررت في داخلي ان انصراف الى استكشاف المنزل ، وكنت اثناء ذلك اسمع هسيس أصواتكم ..
وشيئا من كلامكم وحواركم يصل الى مسامعي بين الفيئة والأخرى، حتى ولجت الى غرفة يكاد تخلوا من اي شيء ، حتى الاضاءة ، فاذا بي اصتطدم بجسم حي ، فقزت مرتعبا ، وهرولت خارجا ، وما ان وصلت الى بهو المنزل حتى توقفت ، ظننت أن في الأمر مزحة ، وانكم وراء هذا الامر ، فقلت لن يخدعوني ، وفي ذات الوقت كنت قد ازمعت ان اكيل لكم الصاع صاعين ، واكيد بكم ، ومن خلال اصواتكم عرفت انكم تجتمعون في ذات الغرفة التى رأيت فيها الحمامة أول الامر ، فخرجت خارج المنزل وقمت بكسر النافذة الغرفة من الخارج ،حتى أثير الرعب في نفوسكم ، قبل أن أعود الى داخل المنزل لاكمل انتقامي ، قاطعته أنا محتدة متسائلة : وما قصة الدم الذي رأيناه على زجاج النافذة المتحطم ؟
قال : وهو يشير الى جرح ملتئم في ساقه ، لقد وطئت الزجاج بينما كنت على عجلة من امري ، حتى لا تروني من خلال النافذة فيفشل انتقامي .
قالت ابنة خالتي : اكمل يا فهيم ، يبدو اننا كنا ضحية خدعة غبية منك .
قال : الى هذه النقطة نعم ، ولكن حدث فيما بعد اني عدت الى الغرفة التى حدثتكم عنها ، لأفاجا من يختبأ منكم هناك ، فاذا بي اصتطدم ثانية بجسم حي ، حاولت التشبت به ، فإذا بذاك الجسم ينفرد ،، واذا بي أمام طويل الساقين . وهنا كنت أركض خارجا ، وقابلتكم خلال ذلك .
تسائلت بدوري : وما قصة طويل الساقين ؟ ولما يخاف الجميع منه ؟
قالت ابنة خالتي : انه وحش قبيح المنظر ، وله رجلان طويلتان ، يعيش هناك ، ويكره الاطفال جدا .. وسمعت انه يلتهم الصبية الصغار .. وفي هذه الاثناء دخلت أمي الى الغرفة ، وجلست تسأل الجميع عن حاله ، حتى قالت ابنة خالتي : كنا نتحدث عن طويل الساقين يا خالتي . نظرت الي أمي بغضب قائلة ، ماذا ؟ هل عدتم الى المشاغبة من جديد ، قلت : لا كنا فقط نتذكر ما حدث في الأسبوع الماضي .
قالت أمي : وماذا تعرفون عن طويل الساقين ، سوى خزعبلات يتناولها الصبية أمثالكم ؟ قلنا جميعا بصوت واحد : خزعبلات ؟!
قالت امي : نعم خزعبلات ، مصدرها شكله الخارجي ، ثم سبحت بعينيها بعيدا وهي تضيف مسكين هذا الانسان .
هتفنا ثانية : انسان ؟!
قالت أمي غاضبة : نعم انسان مثلي ومثلكم .
ثم قالت بعد ان هدأت : اسمعوا يا أحبائي ، سأخبركم عن قصة طويل الساقين الحقيقية ، لا ما يشاع من تخاريف وافتراءات .
حدث هذا منذ اكثر من 25 عاما ، في ذاك الوقت كان ذاك المنزل الخرب أجمل منزل في الحي بأكمله ، وكان يملكه رجل يعرف بين الناس ببخله وشحه ، برغم من كونه من اغنى اغنياء البلدة ، وكان له صبي صغير يبلغ من العمر اثني عشر عاما ، وزوجة يتحدث الجميع عن حسنها ودلالها
يتبع .............
~ ايان ~
و الحقيقة اني كنت اجهل حقيقته قبل ذاك اليوم ..
وكنا قد وصلنا الى عودتنا الى منزلنا سالمين لكننا لم نسلم من العقاب الذي كان بانتظارنا .
عوقبنا جميعا بما كنا نسميه باسوء عقاب .. وهو المتمثل بالحرمان من اللعب لمدة اسبوع بأكمله . واحيانا يتجاوز الأمر الى الحرمان من الاجتماع بالاخرين ..
اما طويل الساقين .. الذي اثار ذكره الرعب في نفوس الجميع ، فلم أكن أعرف من امره سوى كونه وحشا لا وجود له .. يعيش في ذاك المنزل المهجور .. ولهذا لا يذهب احد هناك .. ويخشى الجميع مجرد المرور أمام بوابته المشرعة .
مر اسبوع على رحلتنا تلك .. قضيناه جميعا في المنزل معاقبين .. حرمت فيه الاجتماع ببقية أطفال العائلة .. من قبل أمي .. التي أصرت على ابقائي في الملحق المخصص لسكننا .. كانت السعادة بادية الاثر على وجوه جميع اطفال العائلة.. عند اجتماعنا الذي تلا العقاب الجماعي الذي نلنا جميعا قسطنا منه .. أحدثنا صبيحة اللقاء شغبا لا بأس به .. وخوفا من ان تعاد الكرة مرة اخرى .. ونحرم الاجتماع ببعضنا البعض ثانية .. آثرنا الصمت وتخفيف الضجيج ..
وفي ذاك المساء جلسنا نتذكر ما حدث في ذاك المنزل المهجور .. ضحك احمد بصوت عال جدا .. واستغرق في الضحك ونحن نروي ما حدث في غيابه .. نظرت له شزرا وقلت طبعا لن تصدق هذا ؟!
اخبرنا اذن اين اختفيت كل تلك الفترة . وماذا حل بك ..
قال بعد ان هدأت موجة ضحكه: ذهبت بداية الى حيث مصدر الصوت .. تفاجأت بوجود حمامة تبنى عشها على نافذة احدى الغرف .. وكان هذا مصدر الخشخشة التي كنا نسمعها .. وصادر من هبوب النسيم على اعواد التي تبنيها الحمامة .
وهنا جائتني فكرة ارعابكم .. فتسللت من خلفكم من حيث لا تشعرون بوجودي .. وهناك اختبأت واختفيت اسفل طاولة صغيرة التي كانت تملأ حيزا من المكان خلفكم .. وبدأت بإصدارتلك الأصوات التى ارعبتكم ..
- هنا انفجرنا جميعا كنت انت اذن ؟ لقد كنت تخدعنا طوال تلك الفترة .. وتضحك من خوفنا ..
قال مقاطعا : مهلا ، كان ذلك في البداية ، حتى لحقت بكم الى العلية واصدرت الصوت من جديد ، ثم قررت في داخلي ان انصراف الى استكشاف المنزل ، وكنت اثناء ذلك اسمع هسيس أصواتكم ..
وشيئا من كلامكم وحواركم يصل الى مسامعي بين الفيئة والأخرى، حتى ولجت الى غرفة يكاد تخلوا من اي شيء ، حتى الاضاءة ، فاذا بي اصتطدم بجسم حي ، فقزت مرتعبا ، وهرولت خارجا ، وما ان وصلت الى بهو المنزل حتى توقفت ، ظننت أن في الأمر مزحة ، وانكم وراء هذا الامر ، فقلت لن يخدعوني ، وفي ذات الوقت كنت قد ازمعت ان اكيل لكم الصاع صاعين ، واكيد بكم ، ومن خلال اصواتكم عرفت انكم تجتمعون في ذات الغرفة التى رأيت فيها الحمامة أول الامر ، فخرجت خارج المنزل وقمت بكسر النافذة الغرفة من الخارج ،حتى أثير الرعب في نفوسكم ، قبل أن أعود الى داخل المنزل لاكمل انتقامي ، قاطعته أنا محتدة متسائلة : وما قصة الدم الذي رأيناه على زجاج النافذة المتحطم ؟
قال : وهو يشير الى جرح ملتئم في ساقه ، لقد وطئت الزجاج بينما كنت على عجلة من امري ، حتى لا تروني من خلال النافذة فيفشل انتقامي .
قالت ابنة خالتي : اكمل يا فهيم ، يبدو اننا كنا ضحية خدعة غبية منك .
قال : الى هذه النقطة نعم ، ولكن حدث فيما بعد اني عدت الى الغرفة التى حدثتكم عنها ، لأفاجا من يختبأ منكم هناك ، فاذا بي اصتطدم ثانية بجسم حي ، حاولت التشبت به ، فإذا بذاك الجسم ينفرد ،، واذا بي أمام طويل الساقين . وهنا كنت أركض خارجا ، وقابلتكم خلال ذلك .
تسائلت بدوري : وما قصة طويل الساقين ؟ ولما يخاف الجميع منه ؟
قالت ابنة خالتي : انه وحش قبيح المنظر ، وله رجلان طويلتان ، يعيش هناك ، ويكره الاطفال جدا .. وسمعت انه يلتهم الصبية الصغار .. وفي هذه الاثناء دخلت أمي الى الغرفة ، وجلست تسأل الجميع عن حاله ، حتى قالت ابنة خالتي : كنا نتحدث عن طويل الساقين يا خالتي . نظرت الي أمي بغضب قائلة ، ماذا ؟ هل عدتم الى المشاغبة من جديد ، قلت : لا كنا فقط نتذكر ما حدث في الأسبوع الماضي .
قالت أمي : وماذا تعرفون عن طويل الساقين ، سوى خزعبلات يتناولها الصبية أمثالكم ؟ قلنا جميعا بصوت واحد : خزعبلات ؟!
قالت امي : نعم خزعبلات ، مصدرها شكله الخارجي ، ثم سبحت بعينيها بعيدا وهي تضيف مسكين هذا الانسان .
هتفنا ثانية : انسان ؟!
قالت أمي غاضبة : نعم انسان مثلي ومثلكم .
ثم قالت بعد ان هدأت : اسمعوا يا أحبائي ، سأخبركم عن قصة طويل الساقين الحقيقية ، لا ما يشاع من تخاريف وافتراءات .
حدث هذا منذ اكثر من 25 عاما ، في ذاك الوقت كان ذاك المنزل الخرب أجمل منزل في الحي بأكمله ، وكان يملكه رجل يعرف بين الناس ببخله وشحه ، برغم من كونه من اغنى اغنياء البلدة ، وكان له صبي صغير يبلغ من العمر اثني عشر عاما ، وزوجة يتحدث الجميع عن حسنها ودلالها
يتبع .............
~ ايان ~
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق