الخميس، 6 مايو 2010

§ مجهول في منزل مهجور 3 §


وذات مساء اندلعت النيران في ارجاء ذاك المنزل ، أحرقت كل شيء ، ومات الرجل وزوجته البائسة ، ليبقي الابن ذي الاعوام الاثني عشر وحيدا يتيما ، يعالج في المستشفى من اثار تلك الحروق البليغة ، مكث الصبي في المستشفى ثلاث أعوام ،
وحين خرج من هناك كان قد بلغ الخامسة عشر ، حاول عمه الاستيلاء على المنزل ، وأرثه من أموال أبيه الكثيرة ،عن طريق فرض وصاية عليه ، وقرر اصلاح التالف من ذلك المنزل .
لكن ذاك العم توفي في المساء اليوم التالي من خروج الولد من المستشفى في حادث تحطم سيارة كان يستقلها . فجاءت عمته للعيش معه ، وكلما حاول أحد اصلاح المنزل وترميمه ، يحدث ان يموت في ظرف غامض ، جعل الجميع يخافون القدوم لرعاية الصبي . الذي كان بدوره يشكو الوحدة والعزلة ، فكلما خرج للعب مع غيره من الصبية ، يفزع الكل منه ، ويهرب ، واسماه الاطفال طويل الساقين ، وهكذا بدا الجميع يوسمه بالملعون ، ويجتنب الكبار الحديث اليه ، ويخوفون منه ابنائهم ، حتى ظهرت كل تلك الخزعبيلات التي نسجها حوله ، من كان يكره والده المتوفي ، والصبي لا ذنب له في ذاك ، وحده جدكم رحمه الله وإمام المسجد الذي يصلي فيه ، هما من كان يزوه ويواسيه ، ويعلمانه ما تسير من ايات الله ، والكتابة ، حتى شب الغلام على حبهما .
كيف لا وقد كان جدكم له كالأب العطوف ، وهكذا انقطعت اخباره عنا منذ رحيل جدكم ، اي منذ عام تقريبا ، ربما يكون الآن قد كبر بما يكفي ليدير أموال ابيه .
سألت أمي : ولماذا يسمى طويل الساقين يا أمي ؟
أجابت قائلة : بسبب تشوه لحق بساقيه نتيجة الحريق ، اضطر له الاطباء الى بتر قدميه ، وهو يسير الآن برجلين صناعيتين ،
انه يستحق العطف والرحمة ، لا السخرية والنبذ .
-أحسست بشعور غريب يتغلغل في داخلي ، حين انتهت امي من رواية القصة ، شعرت بالذنب تجاه طويل الساقين ،
لا يجب أن اناديه بطويل الساقين بعد الآن ،
استدرت اسأل أمي ، ما اسمه يا أمي ؟
تنحنحت أمي في حرج قائلة : وكان السؤال قد فاجأها، الحقيقة أنا لا اعرف اسمه ، ثم ظهر الحزن على صوتها وهي تضيف . كنت مثلكم اخاف منه ، واجتنب ذكره ، ولكم كان ابي يدعوني للحديث معه حين يأتي به الى منزلنا ، لكني كنت افرق منه ، وارفض مجرد الجلوس معه ، والحديث اليه ، عضت شفتها وهي تضيف نادمة ، نحن كلنا مسؤولون عما حل بذاك المسكين .
قلت لأمي : وماذا ينفع الندم الآن يا أمي ؟ قالت : لا شيء ، وما باليد حيلة ؟ ، قلت ربما نستطيع فعل شيء ؟
أجابت أمي محذرة : اسمعي يا منى لا تحاولي فعل شيء ،
ولا تذهبوا هناك مرة اخرى .. هل سمعت .. والا فالويل لك مني .
ظللت تلك الليلة أفكر في القصة التي اخبرتنا بها امي ، لم استطع ابعاد طويل الساقين عن مخيلتي .
فسألت ابنة خالي وكانت حزينة هي الاخرى لنفس السبب .. دعينا نفعل شيئا اخيرا ..
قالت: وماذا في يدنا، سنعاقب مرة اخرى ، ان ذهبنا هناك ، وهذه المرة بشدة .
أجبت بإصرار وعناد : لا بأس لطالما سنريح ضمائرنا .
ردت هذه المرة والاهتمام باد على وجهها : اخبريني بماذا تفكرين .
قلت لها سنذهب لزيارة المنزل مرة اخرى . اجابت بهلع : لا يمكن ان افعل هذا .. لا يمكن ، قلت لها نادمة : حسنا انسى كل شيء .
انصرفت الى غرفتي افكر ما الذي يمكنني فعله .. استغرقت في التفكير حتى اني لم اشعر بأمي عندما دلفت الى غرفتي.. وانتفضت بشدة حين جلست بقربي متسائلة : مالذي يشغل بال بنيتي الصغيرة . قلت لها : اماه افزعتني .. قالت : ولم ؟
قلت : أخبرك الصدق ، كنت افكر في كل ما دار ، أشعر بأننا أسأنا التصرف بذهابنا هناك ، ربما قلبنا المواجع على الرجل المسكين .
له كل الحق في ان يكره الاطفال .
قالت امي : حسنا وما الذي يمكننا فعله الآن ، لتكفري عن ذنبك ، ولتشعري بالراحة
قلت بعد تفكير : نذهب اليه ونواسيه ، على الاقل هو يعرف جدي وربما يحبه ويفتقده .
قالت امي حسنا انت فتاة شجاعة . ومتى تودين الذهاب ؟
قلت الآن ان امكن . لم اتوقع ان يأتي جواب امي متحمسا :
حسنا ربما حان تكفير ذنب الجميع . هيا استعدي للمغادرة بعد ساعة ، وليرافقنا من يشاء من ابناء اخوتي .
لم استطع احصاء فرحتي ، اخبرت الجميع ، ولكن لم تأت معنا ابنة خالتي واخوتها ، فذهبت مع احمد وبنتا خالتي الاخرى ، برفقة امي الى ذاك المنزل المهجور .
كانت الساعة قد تجاوزت التاسعة بقليل ، عندما وقفنا بجابن أمي وهي تقرع باب المنزل المهجور ، هذه المرة احسست بالعطف والشفقة وانا اقف امام ذاك المنزل ، قرعت امي بابه اكثر من مرة ،
ولم يجبنا احد . وبعد ان يأسنا من الحديث مع طويل الساقين ،
قررنا الذهاب على أن نعود في صباح اليوم التالي ، وبينما نحن ننصرف من امام المنزل المهجور ، قابلنا عجوزا يستند الى عكاز ، سلمت عليه والدتي بحرارة ، قبل أن تذكره بنفسها قائلة ، انا ابنة الحاج عبدالله ، رحمه الله .
هنا بش العجوز وسعد لرأيتها ، وحيانا جميعا سائلا عن من نكون ، وبعد ان قامت امي بتقديمنا له ، تنحنحت سائلة : كنت قد قدمت مع الصغار لنطل على ابن الراحل فؤاد سلامة ، قال العجوز متأثرا : على سلامة ، لقد توفي قبل ايام ، رددنا مصعوقين : توفي ، كيف ومتى .
قال : رحمه الله جاء الي قبل اسبوع حزينا باكيا ، وعلمت منه انه قابل احد الصبية الاشقياء ، تبادلت النظر مع ابن خالتي احمد ، دون ان اقول شيئا . بينما اكمل الرجل روايته قائلا : هدأت من روعه كما تعودت ، وأخبرته ان يحتسب ويصبر ، وهنا شهق طويلا قبل ان يقول : اسأل الله ان يتوفاني ، فهو ارحم الراحمين ، وليس لي احد بعدك اذهب اليه يا عمي الشيخ .
قال العجوز: رحمته جدا ، ولكن رحمة الله كانت أقرب اليه منا
جميعا ، فقد استيقظت للفجر ذاك اليوم وحاولت ان أوقظه لصلاة الفجر كعاداتي ، ولكنه كان قد ذهب الى جوار ربه ، رحمه الله .
وقال يكمل حديثه مع امي : أتعلمين ترك جزء من أمواله صدقة للايتام ، والجزء الآخر وقفا للمستشفى الذي قضى فيه أعواما ثلاثة .
وبإنصرافنا الى منزل جدي ، كانت قصة طويل الساقين قد وصلت الى نهايتها المحتومة ، نهاية كل بشري على ظهر الأرض
( النهاية)
~ أيان ~

§ مجهول في منزل مهجور 2 §


كنت قد وعدتكم بالأمس اخباركم بقصة طويل الساقين ..
و الحقيقة اني كنت اجهل حقيقته قبل ذاك اليوم ..
وكنا قد وصلنا الى عودتنا الى منزلنا سالمين لكننا لم نسلم من العقاب الذي كان بانتظارنا .
عوقبنا جميعا بما كنا نسميه باسوء عقاب .. وهو المتمثل بالحرمان من اللعب لمدة اسبوع بأكمله . واحيانا يتجاوز الأمر الى الحرمان من الاجتماع بالاخرين ..
اما طويل الساقين .. الذي اثار ذكره الرعب في نفوس الجميع ، فلم أكن أعرف من امره سوى كونه وحشا لا وجود له .. يعيش في ذاك المنزل المهجور .. ولهذا لا يذهب احد هناك .. ويخشى الجميع مجرد المرور أمام بوابته المشرعة .
مر اسبوع على رحلتنا تلك .. قضيناه جميعا في المنزل معاقبين .. حرمت فيه الاجتماع ببقية أطفال العائلة .. من قبل أمي .. التي أصرت على ابقائي في الملحق المخصص لسكننا .. كانت السعادة بادية الاثر على وجوه جميع اطفال العائلة.. عند اجتماعنا الذي تلا العقاب الجماعي الذي نلنا جميعا قسطنا منه .. أحدثنا صبيحة اللقاء شغبا لا بأس به .. وخوفا من ان تعاد الكرة مرة اخرى .. ونحرم الاجتماع ببعضنا البعض ثانية .. آثرنا الصمت وتخفيف الضجيج ..
وفي ذاك المساء جلسنا نتذكر ما حدث في ذاك المنزل المهجور .. ضحك احمد بصوت عال جدا .. واستغرق في الضحك ونحن نروي ما حدث في غيابه .. نظرت له شزرا وقلت طبعا لن تصدق هذا ؟!
اخبرنا اذن اين اختفيت كل تلك الفترة . وماذا حل بك ..
قال بعد ان هدأت موجة ضحكه: ذهبت بداية الى حيث مصدر الصوت .. تفاجأت بوجود حمامة تبنى عشها على نافذة احدى الغرف .. وكان هذا مصدر الخشخشة التي كنا نسمعها .. وصادر من هبوب النسيم على اعواد التي تبنيها الحمامة .
وهنا جائتني فكرة ارعابكم .. فتسللت من خلفكم من حيث لا تشعرون بوجودي .. وهناك اختبأت واختفيت اسفل طاولة صغيرة التي كانت تملأ حيزا من المكان خلفكم .. وبدأت بإصدارتلك الأصوات التى ارعبتكم ..
- هنا انفجرنا جميعا كنت انت اذن ؟ لقد كنت تخدعنا طوال تلك الفترة .. وتضحك من خوفنا ..
قال مقاطعا : مهلا ، كان ذلك في البداية ، حتى لحقت بكم الى العلية واصدرت الصوت من جديد ، ثم قررت في داخلي ان انصراف الى استكشاف المنزل ، وكنت اثناء ذلك اسمع هسيس أصواتكم ..
وشيئا من كلامكم وحواركم يصل الى مسامعي بين الفيئة والأخرى، حتى ولجت الى غرفة يكاد تخلوا من اي شيء ، حتى الاضاءة ، فاذا بي اصتطدم بجسم حي ، فقزت مرتعبا ، وهرولت خارجا ، وما ان وصلت الى بهو المنزل حتى توقفت ، ظننت أن في الأمر مزحة ، وانكم وراء هذا الامر ، فقلت لن يخدعوني ، وفي ذات الوقت كنت قد ازمعت ان اكيل لكم الصاع صاعين ، واكيد بكم ، ومن خلال اصواتكم عرفت انكم تجتمعون في ذات الغرفة التى رأيت فيها الحمامة أول الامر ، فخرجت خارج المنزل وقمت بكسر النافذة الغرفة من الخارج ،حتى أثير الرعب في نفوسكم ، قبل أن أعود الى داخل المنزل لاكمل انتقامي ، قاطعته أنا محتدة متسائلة : وما قصة الدم الذي رأيناه على زجاج النافذة المتحطم ؟
قال : وهو يشير الى جرح ملتئم في ساقه ، لقد وطئت الزجاج بينما كنت على عجلة من امري ، حتى لا تروني من خلال النافذة فيفشل انتقامي .
قالت ابنة خالتي : اكمل يا فهيم ، يبدو اننا كنا ضحية خدعة غبية منك .
قال : الى هذه النقطة نعم ، ولكن حدث فيما بعد اني عدت الى الغرفة التى حدثتكم عنها ، لأفاجا من يختبأ منكم هناك ، فاذا بي اصتطدم ثانية بجسم حي ، حاولت التشبت به ، فإذا بذاك الجسم ينفرد ،، واذا بي أمام طويل الساقين . وهنا كنت أركض خارجا ، وقابلتكم خلال ذلك .
تسائلت بدوري : وما قصة طويل الساقين ؟ ولما يخاف الجميع منه ؟
قالت ابنة خالتي : انه وحش قبيح المنظر ، وله رجلان طويلتان ، يعيش هناك ، ويكره الاطفال جدا .. وسمعت انه يلتهم الصبية الصغار .. وفي هذه الاثناء دخلت أمي الى الغرفة ، وجلست تسأل الجميع عن حاله ، حتى قالت ابنة خالتي : كنا نتحدث عن طويل الساقين يا خالتي . نظرت الي أمي بغضب قائلة ، ماذا ؟ هل عدتم الى المشاغبة من جديد ، قلت : لا كنا فقط نتذكر ما حدث في الأسبوع الماضي .
قالت أمي : وماذا تعرفون عن طويل الساقين ، سوى خزعبلات يتناولها الصبية أمثالكم ؟ قلنا جميعا بصوت واحد : خزعبلات ؟!
قالت امي : نعم خزعبلات ، مصدرها شكله الخارجي ، ثم سبحت بعينيها بعيدا وهي تضيف مسكين هذا الانسان .
هتفنا ثانية : انسان ؟!
قالت أمي غاضبة : نعم انسان مثلي ومثلكم .
ثم قالت بعد ان هدأت : اسمعوا يا أحبائي ، سأخبركم عن قصة طويل الساقين الحقيقية ، لا ما يشاع من تخاريف وافتراءات .
حدث هذا منذ اكثر من 25 عاما ، في ذاك الوقت كان ذاك المنزل الخرب أجمل منزل في الحي بأكمله ، وكان يملكه رجل يعرف بين الناس ببخله وشحه ، برغم من كونه من اغنى اغنياء البلدة ، وكان له صبي صغير يبلغ من العمر اثني عشر عاما ، وزوجة يتحدث الجميع عن حسنها ودلالها
يتبع .............
~ ايان ~

الأحد، 2 مايو 2010

§ مجهول في منزل مهجور §

قبل خمس عشرة سنة .. كنا نعيش جميعا في منزل جدي الكبير رحمة الله ... كانت لنا مغامرات كثيرة ..
في يوم من الايام .. في وقت الظهيرة .. ذهبنا انا و ابناء و بنات خالاتي .. في رحلة على الارجل دون ان نخبر احدا في المنزل .. تسللنا الى حي كنا نعرف ان به منزل مهجور محترق..لطالما حيكت حوله قصص مرعبة و كان ذلك المنزل يثير فضولنا بقدر ما يثير خوفنا.. ترأستنا ابنة خالتي و كانت تقودنا .. تبعناها جميعا الى ذلك المنزل.. عندما وصلنا اليه .. توقفنا امامه برهة .. لنتأكد ان لا احد بداخله .. لم نسمع شيئاً فدفعنا هذا الى الدخول .. كان فارغا .. و مغبرا .. و خيوط العنكبوت تغطي الجدران .. سمعنا فجأة صوت خشخشة من مكان بعيد .. خفنا .. و ارتعبنا .. و أردنا ان نخرج .. لكن ابن خالتي .. ضحك .. قائلا : انظروا الى زمرة الجبناء هذه .. و اخذ يبتعد عنا و هو يقول ساتكد من مصدر الصوت فمن يحب ان ياتي معي ؟ .. هنا تبادلنا جميعا نظرة صامتة طويلة .. كانت الجواب الذي ينتظره ابن خالتي .. فضحك هذه المرة بصوت اعلى قائلا: أراكم لاحقا .. شيعته نظراتنا الحائرة الوجلة حتى اختفى داخل المنزل ..و بعد برهة من الصمت المطبق .. تحدثت و انا ازدرد ريقي بصوت اشبه بالهمس .. ما العمل ؟.. اجابتني ابنة خالتي بصوت مخنوق و بنبرات تحمل شيء من العصبية .. بالطبع سنبحث بدورنا عن مصدر الصوت .. لن ادع احمد يصمني بالجبن .. .. بينما نحن واقفين احسسنا بشي يصعد على ارجلنا .. صرخنا وبدأنا نضرب أرجلنا بالارض ..حتى اكتشفنا مجموعة من النمل غاضبة ..لاننا كنا قد هدمنا مساكنها الرملية بارجلنا دون قصد .. و هنا انجرفنا ضاحكين على انفسنا .. فقلت بثقة هذه المرة .. لا شيئ يستدعي للخوف .. في هذا المنزل الخرب.. و قررنا التجوال في ارجائه .. .. بداية انتقلنا الى احدى الغرف .. كانت تبدوا كغرفة معيشة .. اتى الحريق على الجزء الاكبر منها .. بينما قضت العوام على اكثر ملامح الغرفة .. صوت الخشخشة عاد من جديد .. كنا قد قضينا قرابة نصف ساعة في اكتشاف الغرفة ..لننتبه على ذاك الصوت ان ابن خالتي لم يعد بعد .. و خفنا من حدوث مكروه له .. فبدأنا ننادي باسمه .. لكننا لم نسمع سوى صدى اصواتنا .. ارتعبت ابنة خالتي التي كانت تترأس المجموعة .. و قالت:اخشى ان شيئا قد اصاب احمد .. لقد تاخر بالعودة .. فقلت بدوري : هيا نبحث عنه في علية المنزل .. تسللنا الى حيث السلم .. الذي يفصل العلية .. عن باقي غرف المزل و الواقعة في الدور السفلي .. لكن لا اثر لاحمد في العلية .. فاخذنا ننادي عليه .. حتى سمعنا صوت زمجرة و نباح .. كان الصوت آتيا من خلفنا .. التفتنا جميعا و لم نجد شيئاً .. واصلنا طريقنا نبحث و نبحث .. عاد صوت النباح من جديد .. دون ادنى وجود لكائن حي حولنا .. اثار ذلك الرعب في داخلنا .. فبدأ اصغرنا بالبكاء .. انشغل بعضنا باسكاته .. حتى لا يدل صوت بكائه على مكاننا . بينما استمر الاخرون بالارتجاف خوفا و فرقا.. و بعد ان تاكدنا من خلو العلية .. نزلنا مرة اخرى . لنبحث في بقية الغرف ..هذه المرة اتجهنا الى غرفة تقع بالقرب من الباب الرئيسي . و ما ان ولجنا الى الغرفة .. حتى انغلق بابها بصوت مرتفع ..عكست هذه المرة نظراتنا .. الخوف الذي يعتمل في داخلنا .. انكمشنا في ركن في يطل على نافذة يتسلل من خلالها بصيص شعاع للشمس .. جلست ابنة خالتي تتوسطنا بينما التف الجميع في نصف دائرة مغلقة .. ظهورنا الى الجدار ..و وجوهنا تواجه زوايا الغرفة ..فقلت بعد ان طال سكوتنا : و الان ؟ .. فجأة تذكرت ابنة خالتي قصة حكتها جدتي .. عن عفاريت .. و بيوت مسكونة .. و بدات تعيد القصة علينا .. طلبت منها السكوت .. و قال الاخرون: لا نريد ان نسمع حكايتك هذه .. و بينما كنا نتجادل .. سمعنا صوت تحطم النافذة التي كنا جالسين تحتها .. قفزنا جميعا نتسابق نحو الباب ..الذي ما ان امسكت بمقبضه حتى انفتح بسهولة .. خرجنا بعدها الى خارج المنزل المرعب .. فاذا بنا نصعق بوجود قطرات دم على الارض .. مختلطا بالزجاج المحطم .. .. صرخت قائلة انظروا انظروا .. دم دم !!!

هذه المرة لم تحل النظرات أي شيء .. فقد أخذنا الذهول بعيدا .. تساءلنا جميعا .. اين احمد؟ .. وظل هذا التساؤل يتردد في اعماق كل منا .. محفوفا بكل ما يعنيه الخوف والوجل .. وقررنا بعد تشاور القيام بشيء مختلف .. سنقسم الفريق الى قسمين .. ثلاثة سيبقون في الخارج .. وفي حين لم نعد بعد نصف ساعة ينطلقون الى المنزل لاخبار الجميع .. بينما ينطلق الاربع الاخرون الى داخل المنزل بحثا عن احمد .. وهنا تسائلت منى : من صاحب قطرات الدم هذه .. .. قلت لهم لندخل المنزل و نرى ان كان هناك أحد سوانا .
وما ان تجاوزنا الى مدخل المنزل .. حتى ظهر فجاة ابن خالتي امامنا . . يركض .. و يلهث . سألناه ماذا حدث । و اين كان كل هذا الوقت ؟ اخذ يشير الى خلفه و يتمتم نظرنا خلفه ... لم يكن هناك اي شي ..و فجاة صرخ قائلا: طويل الساقين .. هنا صرخنا بدورنا وخرجنا بسرعة لننضم مرددين " طويل الساقين .. طويل الساقيين " الى المجموعة التي تنتظرنا في الخارج .
بدانا جميعا بالعدو ॥ مطلقين سيقاننا للريح .. حتى وصلنا الى منزلنا ..و امامه وقفنا لحظات تلتقط انفاسنا .. ونرتب شعثنا .. وما ان ولجنا الى منزلنا الكبير حتى وجدنا امهاتنا بانتظارنا .
ماذا حدث بعدها ؟؟ و ما هي قصة طويل الساقين ؟ ذلك ما سنعرفه في الجزء القادم ..

~ أيان ~

§ المعلمة التي لن انساها §

اذكر .. في الصف الاول كانت لدينا احسن معلمة على الاطلاق .. كانت تدللنا دوما .. يوما من الايام لما رجعت من المدرسة ..قلت لامي ان تناديني شاطرة .. لاني معلمتي تناديني هكذا كل يوم .. فضحكت و قالت ..حسنا ايتها الشاطرة .. شاطرة كانت كلمة معلمتي المعتادة .. و لكنها لم تكن مجرد كلمة .. كانت تعني لي الكثير .. كانت تدفعني لاتفوق لاسمعها تقول لي شاطرة ^__^.. و الحمد لله كنت متفوقة .. و نشيطة جدا .. تلك المعلمة هي اكثر معلماتي اللواتي تاثرت بهن .. طريقة تدريسها كانت عجيبة جدا ومميزة .. احببتها كثيرا .. حتى اني اخذت اتحدث عنها عندما اكون في المنزل .. فعلت معلمتي هكذا.. علمتني ذلك و الخ.. تلك المعلمة لن انساها .. ابدا .. و اتمنى لها التوفيق و الحياة السعيدة .. وكل خير الدنيا و الاخرة.

~ أيان ~

الأحد، 25 أبريل 2010

§ ثِّقَتي سِرُّ نَجَاحِي §


عندما كنت في الصف الثامن كنت لا أحب معلمة التاريخ و كنت أخاف منها كثيراً فقد كرّهتني في هذه المادة لأنها كانت تطلب منا أن نحفظ كل حرف في الكتاب و إذا نسينا كلمة واحدة فستحسب السؤال خطأ. في يوم من الأيام قالت المعلمة غداً اختبار قصير " وذاكروا عدل اللي بتييب درجة مب حلوة ياويلها ", عند هذه الكلمة بدأ قلبي يدق و كأنه سيقف بعد لحظات من شدة خوفي. و عندما رجعت إلى المنزل لم أبدّل ثيابي فبداّت بالمذاكرة فوراً و أنا أبكي و خائفة و قلت أنا لن أحصل على الدرجة النهائية, أعرف أنني سأرسب في اختبار غداً فكنت لا أثق من نفسي أبداً كنت دائماً أقول أنا سأرسب. عندها اتصلت بصديقتي و أنا أبكي من شدة الخوف و هي تهدأ من روعي و تقول " سمي بالرحمن و انسي إن هذا مجرد إمتحان " فانهيت المكالمة و انا مبتسمة و قلت في نفسي أنا ممتازة و أعلم بأنني سأحصل على الدرجة النهائية و سأذاكر جيداً و لن أعتبر هذا اختبار بل سأعتبره قصة و كأنني أتسلى بها. في يوم الإختبار كنت متوترة قليلاً و لكنني نسيت الأمر و كنت واثقة من نفسي كثيراً فقد ضمنت االدرجة النهائية, و عند توزيع الأوراق قرأت جميع الأسئلة و عرفت الأجوبة فأتممت الإختبار بأكمل وجه. من هنا تعلمت أن من يثق من نفسه يجتاز كل ما يقف أمامه من مشقات إلى أن يصل للقمة و النجاح.

~ ريهام ~

§ الصِّدْقُ §


في يوم من الأيام عندما كنت في الصف التاسع كنت جالسة مع أخي في غرفة الجلوس أذاكر لإمتحان التاريخ فكنت أحب هذه المادة كثيراً و كنت دائماً أحصل على الدرجات النهائية, و أنا أذاكر كان أخي يضايقني و يصدر أصوات عالية, فهنا فقدت صوابي و قمت و ضربته على رأسه و لم أتعمد أقسم بأنني لم أرى ما حولي, فعندما ضربته تورم رأسه و بدأ بالبكاء و من ثم خرج والدي من غرفته على بكاء أخي و صرخ في وجهي فمن الخوف قلت له لست أنا الفاعلة هو كان يلعب و وقع فصدقني والدي, فتوجهت إلى غرفتي أكمل مذاكرتي لإمتحان التاريخ. في اليوم المقبل في المدرسة كان الإمتحان الحصة الأولى فكنت فرحة كثيراً و أكثر حماساً للإمتحان و ضمنت الدرجة النهائية, فعند توزيع أوراق الإمتحان و فجأة شعرت بأنني لا أرى شيء و كأن غمامة سوداء على عيني و قد نسيت كل شيء من حفظ و مذاكرة فبدأت بالبكاء, توجهت المعلمة نحوي تهدأني و تقول لي " اتعوذي من الشيطان و حلي عدل ", فبدأت بالحل و لكنني كنت أكتب الأجوبة الخاطئة إلى أن قرع الجرس, فجلست أفكر لماذا نسيت كل شيء؟.... لماذا لم أرى شيء؟..... فقد درست جيداً, و أنا متوجهة إلى دورة المياه كنت أبكي كثيراً و لم أكف عن البكاء, و فجأة تذكرت أخي الذي ضربته و والدي الذي كذبت عليه, فقلت في نفسي لقد خسرت كل شيء بسبب كذبي.
فقد تعلمت أن الكذب يولّد المصائب و المتاعب و الصدق يولد الراحة و السعادة. و عند رجوعي إلى المنزل قلت لوالدي الحقيقة فقال الله لقد سامحتك هذه المرة و لكن لا تعيديها ابداً.

~ ريهام ~

§ كيف تدرب تنينك؟ §

شاهدت هذا الفلم الأسبوع الماضي و ظننت أنه فلم للأطفال و لكنني أحببته كثيرا و أتمنى مشاهدته مرة أخرى.
كان الفلم ثلاثي الأبعاد فلبسنا نظارات مخصصة له.
هناك ولد اسمه "hiccup" و هو من عائلة الفايكينجن و يريد أن يصبح مثل والده محارب التنانين ولكن جسمه الضعيف لا يساعده على تحقيق حلمه .. كان يعمل في محل صناعة الأسلحة و الدروع مع عمه . و في يوم من الايام .. هاجمت التنانين قريتهم فضرب "hiccup" أحد التنانين النادرة بسلاح صنعه بنفسه فسقط التنين بعيدا .. اخذ "hiccup" يخبر الجميع أنه أمسك بتنين ولكن لم يصدقه أحد. ذهب "hiccup" للبحث عن التنين و حين و جده راه يحتضر أراد قتله لكنه لم يستطع، رأى أن جناح التنين كان مكسوراً.. فقرر الاحتفاظ به .. والد "hiccup" كان قلقا عليه فأدخله مدرسة لتعليم محاربة التنانين .و كان "hiccup" من أسوء الطلاب في محاربة التنانين .
اخذ "hiccup" كل يوم يزور التنين الذي أمسكه سراً للإطمأنان عليه، و صنع له جهاز يساعده على الطيران، و هكذا تعلم كيف يكون مع التنين دون أن يثير غضبه. و كلما ذهب إلى المدرسة كان يطبق ما تعلمه مع التنين في المدرسة حتى أصبح من أشهر الطلاب المحاربين.. اصبح أبوه فخور به حتى علم أنه صديق للتانين فغضب كثيرا و قبض على تنين "hiccup" و استخدمه للحصول على عش التنانين و الوصول الى كبيرهم . و حين وجد والد "hiccup" و معه جيش كبيرالى العش قاموا بمهاجمته ولكن التنين الكبير كان أقوى منهم بعشرة مرات ، جاء "hiccup" و أصدقاءه من المدرسة راكبين على تنانين لمساعدة الجيش و في نهاية القتال فاز الفايكنجنز بفضل "hiccup" ولكنه خسر رجله مثل تنينه . و عاش الفايكنجنز و التنانين معاً بسعادة و سلام.


~ منى ~