الأحد، 25 أبريل 2010

§ انتقالي من مرحلة الطيش إلى مرحلة الوعي §




أنا متأكدة بأن معظم أطفال و مراهقي هذا الجيل أو بالأصح في جميع الأجيال يمرون في فترة معينة من حياتهم بهذه الحالة، فمرحلة الطيش تبدأ في العادة من سن11- 12 إلى سن14-15، بعدها تبدأ طريقة تفكير الطفل بالتغير أو التطور و هذه بداية لمرحلة الوعي. فأنا أرى بأنها

نقطة تحور من شخصية و نفسية الإنسان نتيجة نضوج عقله و تغير طريقة نظره إلى الحياة.


حسناً كنت طالبة في مدرسة الإعدادية في الصف السادس، وكنت طفلة عادية أحب الجميع و يحبني الجميع، المهم. بدأت بسماع الأغاني ( سراً مع أختي ) و لكنا بدأنا بأغاني الكرتون اليابانية ( أعلم بأنها تبقى أغاني و لكن، ماذا أقول، حسناً إنه تفكير أطفال خخخ ). و تحول ذلك إلى إدمان و كنت أتشاطر بعض الأغاني مع صديقتي في المدرسة، و من ثم نُشِرَت بين صديقاتي في المجموعة ( الشلة). الحمد لله لم تتأثر شيخصيتي أو نفسيتي كثيراً، و لكن عندما دخلت سن الـ 13، أي في الصف الثامن، بدأت بسماع الأغاني الإنجليزية، و من ثم أدمنتها إدماناً شديداً. و لكن إن النقطة الأسوأ في الموضوع هو التأثيرات السلبية التي أحدثتها الأغاني في نفسيتي أو حتى شخصيتي، فقد أصبحت غير مبالية و غير اجتماعية، و عصبية في بعض الأحيان، و قد ألجأ إلى الضرب إذا وصلت لمرحلة الإنفجار ( كنت أضرب الصغار فقط ). أنا لا أعلم إذا كان ذلك بسبب الأغاني أم لا و لكني متأكدة بأنها تلعب دوراً كبيراً في تغيير حالتي النفسية و حتى طريقة التفكير ( في الواقع كان نادراً ما أفكر في الأمور المفيدة أو ذات القيمة ) و قد لاحظت ذلك للتو.

حسناً، فجأة قررت أختي التوقف عن سماع الأغاني، و سألتها عن السبب باستغراب و تفاجؤ شديدين، و قالت لي: ( إن الله يهدي من يشاء). لم أستطع أن أنطق بأي كلمة و لكني هززت رأسي فقط. في هذه اللحظة شعرت بأن مليون ألف فكرة و فكرة دارت في رأسي ( و كان ذلك لا شعورياً أيضاً )، كانت تشبه لحظة السرحان أو ما شابه. لا أتذكر الأفكار بالضبط و لكن في النهاية قادتني إلى قرار مهم في حياتي، فالتفت إلى أختي و قلت لها بإصرار: ( أنا سوف أقطعها أيضاً ). ففرحت جداً :)

و لكن ذلك لم يكن بالأمر الهين كما ظننت ( في الواقع، متى كان أي شيء سهل في بدايته؟! )، فكيف أتوقع أن أقطع الأغاني في يوم <<< بعد 4 سنوات متواصلة من الإدمان ! حسناً كنت أسمع بعض الأغاني خلسة هههه، و لكن بعد بضعة أسابيع لقد استيقظ ضميري من سباته العميق و تحدثت معه بكل صدق، ثم أقنعني بأن أترك الأغاني و بشكل جدي هذه المرة. لقد كانت من أصعب المراحل في حياتي و قد اختبرت فيها مدى قوة إرادتي، و صدقي و إخلاصي لربي أولاً و لنفسي ثانياً. بعدها شعرت بأني إنسانة أخرى، مختلفة كلياً عن فترة الطيش حتى عن فترة ما قبل الطيش، و ذلك كان بسبب نضوجي و تغير نظرتي للحياة و للناس من حولي أيضاً، لقد أصبحت أكثر اتزاناً و كنت أفكر جيداً قبل أن أتلفظ بأي كلمة أو حديث معين. كما أني أصبحت أكثر اجتماعية من ذي قبل، كما امتاز وجهي بالبشاشة و بالراحة الغريبة. و قد علمت بعد فترة أن كان ذلك بسبب بدأي لمعرفة أمور ديني بشكل أكثر جدية و صدق، و من الأمور التي لاحظتها تواً أني أصبحت أكثر حلماً و حكمةً =') لقد استمتعت كثيييييراً بتلك المرحلة، الآن و أنا أكتبها، أشعر بأنها فعلاً من أفضل مراحل حياتي، فقد عشتها بكل لحظاتها الحلوة و المرة بكل صبر و إيمان، أشعر بأني حملت جميع مشاعري الطاهرة و الجميلة و الصادقة من خلالها. فعلاً فعلاً لقد فتحت لي أبواب لدنيا أخرى، بل لعالمٍ جديد ذو معالم ذات طابع جديد و غير معتاد ( فأحمد ربي و أشكره كل الشكر لأني حظيت بهذه الفرصة لأشعر بمعنى كلمة _الحياة_ ، وأختبر هذا العالم و جوانب جديدة لم أعتادها من قبل).




~ آمنة ~

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق