أو في الأصح – عذابي الجديد- . أنا فتاة في السادسة عشر من عمري، استمتعت بكل لحظة من حياتي حتى الآن و الحمد لله، كما أني حاولت أن أستفيد من كل قيمة أتعلمها في دروب حياتي ، و إلى الآن.و لكن من أكثر الأمور التي تأثرت بها هي تجربتي الجديدة لتقويم الظهر.
كما تعلمون أن معظم الناس يفهمون من كلمة التقويم بأنه جهاز يوضع في الفم لتعديل خلل ما بالأسنان، و لكن بأن يسمعوا تقويم – للظهر- فهذا بالتأكيد أمر جديد على المسامع، و لكن نعم هناك شيء يسمى بتقويم للظهر، و يستعمل لتعديل خلل ما بالعمود الفقري، كانحنائه بأن يصبح شكل العمود الفقري بحرف الـ C، أو كحالتي بأن يكون شكله بحرف الـ S، و هو عبارة عن خروج بعض فقرات العمود الفقري من مكانها الطبيعي فبالتالي يصبح شكل العمود بحرف الـS، و لكن من رحمة ربي أن الإنحناء S أقل خطورة من الإنحناء C ( فالحمد لله رب العالمين).
إن أطباء ظهري لا يعرفون السبب الرئيسي لهذه الحالة، و لكن يقولون أن من أسباب تفاقم و زيادة الإنحناء هو حمل الأشياء الثقيلة و من ضمنها –حقيبة المدرسة- فهي السبب الرئيسي لزيادة انحناء عمودي الفقري بشكل كبيير و ملحوظ جداً.
لقد أُعلمت بحالتي هذه عن طريق المدرسة،عندما كنت في الصف التاسع، فقد أُخِذْنا إلى العيادة للفحص، فعندما أحست النيرس ببروز بعض فقرات عمود الظهر، أخذوا لي صور بأشعة X على الفور، و ظهر بأن هناك إنحناء شديد في العمود الفقري، و بالصدفة كان هناك انحناء في ظهر صديقتي أيضاً !
بعدها كان يأخذني أبي قبل أن ينتهي دوام المدرسة بساعة إلى مشفى راشد لأتلقى العلاج الطبيعي، لكي أتمرن هناك، و قد أعطوني أكثر من 14 تمرين أُأَديه في المنزل، و بعد ذلك بفترة وجيزة إنتهى تجهيز تقويم ظهري و قد حان الوقت لأرتديه، و لكن الأمر لم يكن بتلك السهولة كما توقعتها. كان التقويم صلب جداً و يصعب التأقلم معه ( فقد كان يحاوط منطقة الجذع –البطن و الظهر- بأكملها)، كما أنه أثر في حالتي النفسية بشكل فظيع جداً، ففي بادئ الأمر كنت أرفض الخروج مع عائلتي إلى الخارج بسبب خجلي من التقويم، صحيح أنني أرتدي ملابسي عليه و لكن كانت حدوده تبرز من وراء العباءة، و كان ذلك يضايقني جداً، كما أنني كنت أكره أن أتقرب لزميلاتي في المدرسة بسببه، فقد كانوا يلمسونه بالخطأ فيستغربون منه، و لكن ردود فعلهم لم تكن اشمئزازية أو أي شي من هذا القبيل، بل بالعكس، لقد أظهروا لي اهتمامهم و شعورهم بحالتي. كما أن جهاز صديقتي كان مختلفاً بل ( شديد الفرق) فقد كان عبارة عن أحزمة تربط لتحاوط مناطق معينة من الظهر، و قد أزالته و الحمد لله. إن سبب اختلاف تقويم ظهرها عن تقويمي هو أنها تلقت العلاج في ماليزيا، و لكن كان من المفترض أن تذهب إلى هناك كل 6 شهور، فالحمد لله أن فترة علاجها انتهت :>
حسناً و من الأمور الأخرى التي تضايقت منها، هو عندما فُرٍض علي النوم به، في الواقع هذا كان الجزء الأصعب، فأحياناً كنت أشعر بصعوبة في التنفس ( بسبب ضغطه على جزء من جهازي التنفسي). حسناً، أظن بأن هذا الأمر طبيعي، و لكن مازال تعذيبي.
و الأن سوف أحدثكم عن بعض نقاطه الإيجابية. حسناً لا أخفي عليكم و لكن لقد عدل عمودي الفقري بشكل ممتاز و ملحوووظ جداً ! فقد قلت درجة الإنحناء و أصبحت طريقة مشيي سليمة أكثر من ذي قبل، كما أنه كان يحميني من الضربات عندما أتشاجر مع إخوتي أو عندما أتلقى بعض الضربات المفاجئة منهم، و حماني من مضايقات صديقاتي أيضاً، هيهيهييهي. لقد فرح الدكتور جداً بالنتيجة التي أحرزتها، و قد أعلمني بأن معظم الفتيات في سني ( اللواتي يحمل مثل حالتي) لا يواظبون على التقويم أو لا يرتدونه من الأساس لذلك لا يحرزون تقدماً ملحوظاً، لهذا ذلك أعطاني ثقة بالنفس و رغبة بإكمال العلاج حتى النهاية.
مرت حتى الآن سنتان و نصف من فترة علاجي، و إن شاء الله سوف تنتهي عما قريب. إن من أهم الأمور التي جعلتني أتحمل طول هذه الفترة هو توكلي الكامل على الله عز وجل و إيماني بأن كل ما يحدث لي ( خيراً كان أم شراً ) هو قضاء و قدر، بمعنى أنه قد خطط له مسبقاً بحكمة إلاهية، كما أني أعلم بأن ربي يختبرني ليقربني إليه، لذلك يجب علي أن أصبر و أتحمل إذا رغبت بالقربى من الله –عز و جل-. كما أني أتذكر عبارة قرأتها في مكان ما، و تقول بأن : ( الله يبكينا لكي يضحكنا )، فكنت أشعر براحة نفسية بعدها ( و الحمد لله رب العالمين ).
~ آمنة ~
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق