الخميس، 6 مايو 2010

§ مجهول في منزل مهجور 3 §


وذات مساء اندلعت النيران في ارجاء ذاك المنزل ، أحرقت كل شيء ، ومات الرجل وزوجته البائسة ، ليبقي الابن ذي الاعوام الاثني عشر وحيدا يتيما ، يعالج في المستشفى من اثار تلك الحروق البليغة ، مكث الصبي في المستشفى ثلاث أعوام ،
وحين خرج من هناك كان قد بلغ الخامسة عشر ، حاول عمه الاستيلاء على المنزل ، وأرثه من أموال أبيه الكثيرة ،عن طريق فرض وصاية عليه ، وقرر اصلاح التالف من ذلك المنزل .
لكن ذاك العم توفي في المساء اليوم التالي من خروج الولد من المستشفى في حادث تحطم سيارة كان يستقلها . فجاءت عمته للعيش معه ، وكلما حاول أحد اصلاح المنزل وترميمه ، يحدث ان يموت في ظرف غامض ، جعل الجميع يخافون القدوم لرعاية الصبي . الذي كان بدوره يشكو الوحدة والعزلة ، فكلما خرج للعب مع غيره من الصبية ، يفزع الكل منه ، ويهرب ، واسماه الاطفال طويل الساقين ، وهكذا بدا الجميع يوسمه بالملعون ، ويجتنب الكبار الحديث اليه ، ويخوفون منه ابنائهم ، حتى ظهرت كل تلك الخزعبيلات التي نسجها حوله ، من كان يكره والده المتوفي ، والصبي لا ذنب له في ذاك ، وحده جدكم رحمه الله وإمام المسجد الذي يصلي فيه ، هما من كان يزوه ويواسيه ، ويعلمانه ما تسير من ايات الله ، والكتابة ، حتى شب الغلام على حبهما .
كيف لا وقد كان جدكم له كالأب العطوف ، وهكذا انقطعت اخباره عنا منذ رحيل جدكم ، اي منذ عام تقريبا ، ربما يكون الآن قد كبر بما يكفي ليدير أموال ابيه .
سألت أمي : ولماذا يسمى طويل الساقين يا أمي ؟
أجابت قائلة : بسبب تشوه لحق بساقيه نتيجة الحريق ، اضطر له الاطباء الى بتر قدميه ، وهو يسير الآن برجلين صناعيتين ،
انه يستحق العطف والرحمة ، لا السخرية والنبذ .
-أحسست بشعور غريب يتغلغل في داخلي ، حين انتهت امي من رواية القصة ، شعرت بالذنب تجاه طويل الساقين ،
لا يجب أن اناديه بطويل الساقين بعد الآن ،
استدرت اسأل أمي ، ما اسمه يا أمي ؟
تنحنحت أمي في حرج قائلة : وكان السؤال قد فاجأها، الحقيقة أنا لا اعرف اسمه ، ثم ظهر الحزن على صوتها وهي تضيف . كنت مثلكم اخاف منه ، واجتنب ذكره ، ولكم كان ابي يدعوني للحديث معه حين يأتي به الى منزلنا ، لكني كنت افرق منه ، وارفض مجرد الجلوس معه ، والحديث اليه ، عضت شفتها وهي تضيف نادمة ، نحن كلنا مسؤولون عما حل بذاك المسكين .
قلت لأمي : وماذا ينفع الندم الآن يا أمي ؟ قالت : لا شيء ، وما باليد حيلة ؟ ، قلت ربما نستطيع فعل شيء ؟
أجابت أمي محذرة : اسمعي يا منى لا تحاولي فعل شيء ،
ولا تذهبوا هناك مرة اخرى .. هل سمعت .. والا فالويل لك مني .
ظللت تلك الليلة أفكر في القصة التي اخبرتنا بها امي ، لم استطع ابعاد طويل الساقين عن مخيلتي .
فسألت ابنة خالي وكانت حزينة هي الاخرى لنفس السبب .. دعينا نفعل شيئا اخيرا ..
قالت: وماذا في يدنا، سنعاقب مرة اخرى ، ان ذهبنا هناك ، وهذه المرة بشدة .
أجبت بإصرار وعناد : لا بأس لطالما سنريح ضمائرنا .
ردت هذه المرة والاهتمام باد على وجهها : اخبريني بماذا تفكرين .
قلت لها سنذهب لزيارة المنزل مرة اخرى . اجابت بهلع : لا يمكن ان افعل هذا .. لا يمكن ، قلت لها نادمة : حسنا انسى كل شيء .
انصرفت الى غرفتي افكر ما الذي يمكنني فعله .. استغرقت في التفكير حتى اني لم اشعر بأمي عندما دلفت الى غرفتي.. وانتفضت بشدة حين جلست بقربي متسائلة : مالذي يشغل بال بنيتي الصغيرة . قلت لها : اماه افزعتني .. قالت : ولم ؟
قلت : أخبرك الصدق ، كنت افكر في كل ما دار ، أشعر بأننا أسأنا التصرف بذهابنا هناك ، ربما قلبنا المواجع على الرجل المسكين .
له كل الحق في ان يكره الاطفال .
قالت امي : حسنا وما الذي يمكننا فعله الآن ، لتكفري عن ذنبك ، ولتشعري بالراحة
قلت بعد تفكير : نذهب اليه ونواسيه ، على الاقل هو يعرف جدي وربما يحبه ويفتقده .
قالت امي حسنا انت فتاة شجاعة . ومتى تودين الذهاب ؟
قلت الآن ان امكن . لم اتوقع ان يأتي جواب امي متحمسا :
حسنا ربما حان تكفير ذنب الجميع . هيا استعدي للمغادرة بعد ساعة ، وليرافقنا من يشاء من ابناء اخوتي .
لم استطع احصاء فرحتي ، اخبرت الجميع ، ولكن لم تأت معنا ابنة خالتي واخوتها ، فذهبت مع احمد وبنتا خالتي الاخرى ، برفقة امي الى ذاك المنزل المهجور .
كانت الساعة قد تجاوزت التاسعة بقليل ، عندما وقفنا بجابن أمي وهي تقرع باب المنزل المهجور ، هذه المرة احسست بالعطف والشفقة وانا اقف امام ذاك المنزل ، قرعت امي بابه اكثر من مرة ،
ولم يجبنا احد . وبعد ان يأسنا من الحديث مع طويل الساقين ،
قررنا الذهاب على أن نعود في صباح اليوم التالي ، وبينما نحن ننصرف من امام المنزل المهجور ، قابلنا عجوزا يستند الى عكاز ، سلمت عليه والدتي بحرارة ، قبل أن تذكره بنفسها قائلة ، انا ابنة الحاج عبدالله ، رحمه الله .
هنا بش العجوز وسعد لرأيتها ، وحيانا جميعا سائلا عن من نكون ، وبعد ان قامت امي بتقديمنا له ، تنحنحت سائلة : كنت قد قدمت مع الصغار لنطل على ابن الراحل فؤاد سلامة ، قال العجوز متأثرا : على سلامة ، لقد توفي قبل ايام ، رددنا مصعوقين : توفي ، كيف ومتى .
قال : رحمه الله جاء الي قبل اسبوع حزينا باكيا ، وعلمت منه انه قابل احد الصبية الاشقياء ، تبادلت النظر مع ابن خالتي احمد ، دون ان اقول شيئا . بينما اكمل الرجل روايته قائلا : هدأت من روعه كما تعودت ، وأخبرته ان يحتسب ويصبر ، وهنا شهق طويلا قبل ان يقول : اسأل الله ان يتوفاني ، فهو ارحم الراحمين ، وليس لي احد بعدك اذهب اليه يا عمي الشيخ .
قال العجوز: رحمته جدا ، ولكن رحمة الله كانت أقرب اليه منا
جميعا ، فقد استيقظت للفجر ذاك اليوم وحاولت ان أوقظه لصلاة الفجر كعاداتي ، ولكنه كان قد ذهب الى جوار ربه ، رحمه الله .
وقال يكمل حديثه مع امي : أتعلمين ترك جزء من أمواله صدقة للايتام ، والجزء الآخر وقفا للمستشفى الذي قضى فيه أعواما ثلاثة .
وبإنصرافنا الى منزل جدي ، كانت قصة طويل الساقين قد وصلت الى نهايتها المحتومة ، نهاية كل بشري على ظهر الأرض
( النهاية)
~ أيان ~

§ مجهول في منزل مهجور 2 §


كنت قد وعدتكم بالأمس اخباركم بقصة طويل الساقين ..
و الحقيقة اني كنت اجهل حقيقته قبل ذاك اليوم ..
وكنا قد وصلنا الى عودتنا الى منزلنا سالمين لكننا لم نسلم من العقاب الذي كان بانتظارنا .
عوقبنا جميعا بما كنا نسميه باسوء عقاب .. وهو المتمثل بالحرمان من اللعب لمدة اسبوع بأكمله . واحيانا يتجاوز الأمر الى الحرمان من الاجتماع بالاخرين ..
اما طويل الساقين .. الذي اثار ذكره الرعب في نفوس الجميع ، فلم أكن أعرف من امره سوى كونه وحشا لا وجود له .. يعيش في ذاك المنزل المهجور .. ولهذا لا يذهب احد هناك .. ويخشى الجميع مجرد المرور أمام بوابته المشرعة .
مر اسبوع على رحلتنا تلك .. قضيناه جميعا في المنزل معاقبين .. حرمت فيه الاجتماع ببقية أطفال العائلة .. من قبل أمي .. التي أصرت على ابقائي في الملحق المخصص لسكننا .. كانت السعادة بادية الاثر على وجوه جميع اطفال العائلة.. عند اجتماعنا الذي تلا العقاب الجماعي الذي نلنا جميعا قسطنا منه .. أحدثنا صبيحة اللقاء شغبا لا بأس به .. وخوفا من ان تعاد الكرة مرة اخرى .. ونحرم الاجتماع ببعضنا البعض ثانية .. آثرنا الصمت وتخفيف الضجيج ..
وفي ذاك المساء جلسنا نتذكر ما حدث في ذاك المنزل المهجور .. ضحك احمد بصوت عال جدا .. واستغرق في الضحك ونحن نروي ما حدث في غيابه .. نظرت له شزرا وقلت طبعا لن تصدق هذا ؟!
اخبرنا اذن اين اختفيت كل تلك الفترة . وماذا حل بك ..
قال بعد ان هدأت موجة ضحكه: ذهبت بداية الى حيث مصدر الصوت .. تفاجأت بوجود حمامة تبنى عشها على نافذة احدى الغرف .. وكان هذا مصدر الخشخشة التي كنا نسمعها .. وصادر من هبوب النسيم على اعواد التي تبنيها الحمامة .
وهنا جائتني فكرة ارعابكم .. فتسللت من خلفكم من حيث لا تشعرون بوجودي .. وهناك اختبأت واختفيت اسفل طاولة صغيرة التي كانت تملأ حيزا من المكان خلفكم .. وبدأت بإصدارتلك الأصوات التى ارعبتكم ..
- هنا انفجرنا جميعا كنت انت اذن ؟ لقد كنت تخدعنا طوال تلك الفترة .. وتضحك من خوفنا ..
قال مقاطعا : مهلا ، كان ذلك في البداية ، حتى لحقت بكم الى العلية واصدرت الصوت من جديد ، ثم قررت في داخلي ان انصراف الى استكشاف المنزل ، وكنت اثناء ذلك اسمع هسيس أصواتكم ..
وشيئا من كلامكم وحواركم يصل الى مسامعي بين الفيئة والأخرى، حتى ولجت الى غرفة يكاد تخلوا من اي شيء ، حتى الاضاءة ، فاذا بي اصتطدم بجسم حي ، فقزت مرتعبا ، وهرولت خارجا ، وما ان وصلت الى بهو المنزل حتى توقفت ، ظننت أن في الأمر مزحة ، وانكم وراء هذا الامر ، فقلت لن يخدعوني ، وفي ذات الوقت كنت قد ازمعت ان اكيل لكم الصاع صاعين ، واكيد بكم ، ومن خلال اصواتكم عرفت انكم تجتمعون في ذات الغرفة التى رأيت فيها الحمامة أول الامر ، فخرجت خارج المنزل وقمت بكسر النافذة الغرفة من الخارج ،حتى أثير الرعب في نفوسكم ، قبل أن أعود الى داخل المنزل لاكمل انتقامي ، قاطعته أنا محتدة متسائلة : وما قصة الدم الذي رأيناه على زجاج النافذة المتحطم ؟
قال : وهو يشير الى جرح ملتئم في ساقه ، لقد وطئت الزجاج بينما كنت على عجلة من امري ، حتى لا تروني من خلال النافذة فيفشل انتقامي .
قالت ابنة خالتي : اكمل يا فهيم ، يبدو اننا كنا ضحية خدعة غبية منك .
قال : الى هذه النقطة نعم ، ولكن حدث فيما بعد اني عدت الى الغرفة التى حدثتكم عنها ، لأفاجا من يختبأ منكم هناك ، فاذا بي اصتطدم ثانية بجسم حي ، حاولت التشبت به ، فإذا بذاك الجسم ينفرد ،، واذا بي أمام طويل الساقين . وهنا كنت أركض خارجا ، وقابلتكم خلال ذلك .
تسائلت بدوري : وما قصة طويل الساقين ؟ ولما يخاف الجميع منه ؟
قالت ابنة خالتي : انه وحش قبيح المنظر ، وله رجلان طويلتان ، يعيش هناك ، ويكره الاطفال جدا .. وسمعت انه يلتهم الصبية الصغار .. وفي هذه الاثناء دخلت أمي الى الغرفة ، وجلست تسأل الجميع عن حاله ، حتى قالت ابنة خالتي : كنا نتحدث عن طويل الساقين يا خالتي . نظرت الي أمي بغضب قائلة ، ماذا ؟ هل عدتم الى المشاغبة من جديد ، قلت : لا كنا فقط نتذكر ما حدث في الأسبوع الماضي .
قالت أمي : وماذا تعرفون عن طويل الساقين ، سوى خزعبلات يتناولها الصبية أمثالكم ؟ قلنا جميعا بصوت واحد : خزعبلات ؟!
قالت امي : نعم خزعبلات ، مصدرها شكله الخارجي ، ثم سبحت بعينيها بعيدا وهي تضيف مسكين هذا الانسان .
هتفنا ثانية : انسان ؟!
قالت أمي غاضبة : نعم انسان مثلي ومثلكم .
ثم قالت بعد ان هدأت : اسمعوا يا أحبائي ، سأخبركم عن قصة طويل الساقين الحقيقية ، لا ما يشاع من تخاريف وافتراءات .
حدث هذا منذ اكثر من 25 عاما ، في ذاك الوقت كان ذاك المنزل الخرب أجمل منزل في الحي بأكمله ، وكان يملكه رجل يعرف بين الناس ببخله وشحه ، برغم من كونه من اغنى اغنياء البلدة ، وكان له صبي صغير يبلغ من العمر اثني عشر عاما ، وزوجة يتحدث الجميع عن حسنها ودلالها
يتبع .............
~ ايان ~

الأحد، 2 مايو 2010

§ مجهول في منزل مهجور §

قبل خمس عشرة سنة .. كنا نعيش جميعا في منزل جدي الكبير رحمة الله ... كانت لنا مغامرات كثيرة ..
في يوم من الايام .. في وقت الظهيرة .. ذهبنا انا و ابناء و بنات خالاتي .. في رحلة على الارجل دون ان نخبر احدا في المنزل .. تسللنا الى حي كنا نعرف ان به منزل مهجور محترق..لطالما حيكت حوله قصص مرعبة و كان ذلك المنزل يثير فضولنا بقدر ما يثير خوفنا.. ترأستنا ابنة خالتي و كانت تقودنا .. تبعناها جميعا الى ذلك المنزل.. عندما وصلنا اليه .. توقفنا امامه برهة .. لنتأكد ان لا احد بداخله .. لم نسمع شيئاً فدفعنا هذا الى الدخول .. كان فارغا .. و مغبرا .. و خيوط العنكبوت تغطي الجدران .. سمعنا فجأة صوت خشخشة من مكان بعيد .. خفنا .. و ارتعبنا .. و أردنا ان نخرج .. لكن ابن خالتي .. ضحك .. قائلا : انظروا الى زمرة الجبناء هذه .. و اخذ يبتعد عنا و هو يقول ساتكد من مصدر الصوت فمن يحب ان ياتي معي ؟ .. هنا تبادلنا جميعا نظرة صامتة طويلة .. كانت الجواب الذي ينتظره ابن خالتي .. فضحك هذه المرة بصوت اعلى قائلا: أراكم لاحقا .. شيعته نظراتنا الحائرة الوجلة حتى اختفى داخل المنزل ..و بعد برهة من الصمت المطبق .. تحدثت و انا ازدرد ريقي بصوت اشبه بالهمس .. ما العمل ؟.. اجابتني ابنة خالتي بصوت مخنوق و بنبرات تحمل شيء من العصبية .. بالطبع سنبحث بدورنا عن مصدر الصوت .. لن ادع احمد يصمني بالجبن .. .. بينما نحن واقفين احسسنا بشي يصعد على ارجلنا .. صرخنا وبدأنا نضرب أرجلنا بالارض ..حتى اكتشفنا مجموعة من النمل غاضبة ..لاننا كنا قد هدمنا مساكنها الرملية بارجلنا دون قصد .. و هنا انجرفنا ضاحكين على انفسنا .. فقلت بثقة هذه المرة .. لا شيئ يستدعي للخوف .. في هذا المنزل الخرب.. و قررنا التجوال في ارجائه .. .. بداية انتقلنا الى احدى الغرف .. كانت تبدوا كغرفة معيشة .. اتى الحريق على الجزء الاكبر منها .. بينما قضت العوام على اكثر ملامح الغرفة .. صوت الخشخشة عاد من جديد .. كنا قد قضينا قرابة نصف ساعة في اكتشاف الغرفة ..لننتبه على ذاك الصوت ان ابن خالتي لم يعد بعد .. و خفنا من حدوث مكروه له .. فبدأنا ننادي باسمه .. لكننا لم نسمع سوى صدى اصواتنا .. ارتعبت ابنة خالتي التي كانت تترأس المجموعة .. و قالت:اخشى ان شيئا قد اصاب احمد .. لقد تاخر بالعودة .. فقلت بدوري : هيا نبحث عنه في علية المنزل .. تسللنا الى حيث السلم .. الذي يفصل العلية .. عن باقي غرف المزل و الواقعة في الدور السفلي .. لكن لا اثر لاحمد في العلية .. فاخذنا ننادي عليه .. حتى سمعنا صوت زمجرة و نباح .. كان الصوت آتيا من خلفنا .. التفتنا جميعا و لم نجد شيئاً .. واصلنا طريقنا نبحث و نبحث .. عاد صوت النباح من جديد .. دون ادنى وجود لكائن حي حولنا .. اثار ذلك الرعب في داخلنا .. فبدأ اصغرنا بالبكاء .. انشغل بعضنا باسكاته .. حتى لا يدل صوت بكائه على مكاننا . بينما استمر الاخرون بالارتجاف خوفا و فرقا.. و بعد ان تاكدنا من خلو العلية .. نزلنا مرة اخرى . لنبحث في بقية الغرف ..هذه المرة اتجهنا الى غرفة تقع بالقرب من الباب الرئيسي . و ما ان ولجنا الى الغرفة .. حتى انغلق بابها بصوت مرتفع ..عكست هذه المرة نظراتنا .. الخوف الذي يعتمل في داخلنا .. انكمشنا في ركن في يطل على نافذة يتسلل من خلالها بصيص شعاع للشمس .. جلست ابنة خالتي تتوسطنا بينما التف الجميع في نصف دائرة مغلقة .. ظهورنا الى الجدار ..و وجوهنا تواجه زوايا الغرفة ..فقلت بعد ان طال سكوتنا : و الان ؟ .. فجأة تذكرت ابنة خالتي قصة حكتها جدتي .. عن عفاريت .. و بيوت مسكونة .. و بدات تعيد القصة علينا .. طلبت منها السكوت .. و قال الاخرون: لا نريد ان نسمع حكايتك هذه .. و بينما كنا نتجادل .. سمعنا صوت تحطم النافذة التي كنا جالسين تحتها .. قفزنا جميعا نتسابق نحو الباب ..الذي ما ان امسكت بمقبضه حتى انفتح بسهولة .. خرجنا بعدها الى خارج المنزل المرعب .. فاذا بنا نصعق بوجود قطرات دم على الارض .. مختلطا بالزجاج المحطم .. .. صرخت قائلة انظروا انظروا .. دم دم !!!

هذه المرة لم تحل النظرات أي شيء .. فقد أخذنا الذهول بعيدا .. تساءلنا جميعا .. اين احمد؟ .. وظل هذا التساؤل يتردد في اعماق كل منا .. محفوفا بكل ما يعنيه الخوف والوجل .. وقررنا بعد تشاور القيام بشيء مختلف .. سنقسم الفريق الى قسمين .. ثلاثة سيبقون في الخارج .. وفي حين لم نعد بعد نصف ساعة ينطلقون الى المنزل لاخبار الجميع .. بينما ينطلق الاربع الاخرون الى داخل المنزل بحثا عن احمد .. وهنا تسائلت منى : من صاحب قطرات الدم هذه .. .. قلت لهم لندخل المنزل و نرى ان كان هناك أحد سوانا .
وما ان تجاوزنا الى مدخل المنزل .. حتى ظهر فجاة ابن خالتي امامنا . . يركض .. و يلهث . سألناه ماذا حدث । و اين كان كل هذا الوقت ؟ اخذ يشير الى خلفه و يتمتم نظرنا خلفه ... لم يكن هناك اي شي ..و فجاة صرخ قائلا: طويل الساقين .. هنا صرخنا بدورنا وخرجنا بسرعة لننضم مرددين " طويل الساقين .. طويل الساقيين " الى المجموعة التي تنتظرنا في الخارج .
بدانا جميعا بالعدو ॥ مطلقين سيقاننا للريح .. حتى وصلنا الى منزلنا ..و امامه وقفنا لحظات تلتقط انفاسنا .. ونرتب شعثنا .. وما ان ولجنا الى منزلنا الكبير حتى وجدنا امهاتنا بانتظارنا .
ماذا حدث بعدها ؟؟ و ما هي قصة طويل الساقين ؟ ذلك ما سنعرفه في الجزء القادم ..

~ أيان ~

§ المعلمة التي لن انساها §

اذكر .. في الصف الاول كانت لدينا احسن معلمة على الاطلاق .. كانت تدللنا دوما .. يوما من الايام لما رجعت من المدرسة ..قلت لامي ان تناديني شاطرة .. لاني معلمتي تناديني هكذا كل يوم .. فضحكت و قالت ..حسنا ايتها الشاطرة .. شاطرة كانت كلمة معلمتي المعتادة .. و لكنها لم تكن مجرد كلمة .. كانت تعني لي الكثير .. كانت تدفعني لاتفوق لاسمعها تقول لي شاطرة ^__^.. و الحمد لله كنت متفوقة .. و نشيطة جدا .. تلك المعلمة هي اكثر معلماتي اللواتي تاثرت بهن .. طريقة تدريسها كانت عجيبة جدا ومميزة .. احببتها كثيرا .. حتى اني اخذت اتحدث عنها عندما اكون في المنزل .. فعلت معلمتي هكذا.. علمتني ذلك و الخ.. تلك المعلمة لن انساها .. ابدا .. و اتمنى لها التوفيق و الحياة السعيدة .. وكل خير الدنيا و الاخرة.

~ أيان ~

الأحد، 25 أبريل 2010

§ ثِّقَتي سِرُّ نَجَاحِي §


عندما كنت في الصف الثامن كنت لا أحب معلمة التاريخ و كنت أخاف منها كثيراً فقد كرّهتني في هذه المادة لأنها كانت تطلب منا أن نحفظ كل حرف في الكتاب و إذا نسينا كلمة واحدة فستحسب السؤال خطأ. في يوم من الأيام قالت المعلمة غداً اختبار قصير " وذاكروا عدل اللي بتييب درجة مب حلوة ياويلها ", عند هذه الكلمة بدأ قلبي يدق و كأنه سيقف بعد لحظات من شدة خوفي. و عندما رجعت إلى المنزل لم أبدّل ثيابي فبداّت بالمذاكرة فوراً و أنا أبكي و خائفة و قلت أنا لن أحصل على الدرجة النهائية, أعرف أنني سأرسب في اختبار غداً فكنت لا أثق من نفسي أبداً كنت دائماً أقول أنا سأرسب. عندها اتصلت بصديقتي و أنا أبكي من شدة الخوف و هي تهدأ من روعي و تقول " سمي بالرحمن و انسي إن هذا مجرد إمتحان " فانهيت المكالمة و انا مبتسمة و قلت في نفسي أنا ممتازة و أعلم بأنني سأحصل على الدرجة النهائية و سأذاكر جيداً و لن أعتبر هذا اختبار بل سأعتبره قصة و كأنني أتسلى بها. في يوم الإختبار كنت متوترة قليلاً و لكنني نسيت الأمر و كنت واثقة من نفسي كثيراً فقد ضمنت االدرجة النهائية, و عند توزيع الأوراق قرأت جميع الأسئلة و عرفت الأجوبة فأتممت الإختبار بأكمل وجه. من هنا تعلمت أن من يثق من نفسه يجتاز كل ما يقف أمامه من مشقات إلى أن يصل للقمة و النجاح.

~ ريهام ~

§ الصِّدْقُ §


في يوم من الأيام عندما كنت في الصف التاسع كنت جالسة مع أخي في غرفة الجلوس أذاكر لإمتحان التاريخ فكنت أحب هذه المادة كثيراً و كنت دائماً أحصل على الدرجات النهائية, و أنا أذاكر كان أخي يضايقني و يصدر أصوات عالية, فهنا فقدت صوابي و قمت و ضربته على رأسه و لم أتعمد أقسم بأنني لم أرى ما حولي, فعندما ضربته تورم رأسه و بدأ بالبكاء و من ثم خرج والدي من غرفته على بكاء أخي و صرخ في وجهي فمن الخوف قلت له لست أنا الفاعلة هو كان يلعب و وقع فصدقني والدي, فتوجهت إلى غرفتي أكمل مذاكرتي لإمتحان التاريخ. في اليوم المقبل في المدرسة كان الإمتحان الحصة الأولى فكنت فرحة كثيراً و أكثر حماساً للإمتحان و ضمنت الدرجة النهائية, فعند توزيع أوراق الإمتحان و فجأة شعرت بأنني لا أرى شيء و كأن غمامة سوداء على عيني و قد نسيت كل شيء من حفظ و مذاكرة فبدأت بالبكاء, توجهت المعلمة نحوي تهدأني و تقول لي " اتعوذي من الشيطان و حلي عدل ", فبدأت بالحل و لكنني كنت أكتب الأجوبة الخاطئة إلى أن قرع الجرس, فجلست أفكر لماذا نسيت كل شيء؟.... لماذا لم أرى شيء؟..... فقد درست جيداً, و أنا متوجهة إلى دورة المياه كنت أبكي كثيراً و لم أكف عن البكاء, و فجأة تذكرت أخي الذي ضربته و والدي الذي كذبت عليه, فقلت في نفسي لقد خسرت كل شيء بسبب كذبي.
فقد تعلمت أن الكذب يولّد المصائب و المتاعب و الصدق يولد الراحة و السعادة. و عند رجوعي إلى المنزل قلت لوالدي الحقيقة فقال الله لقد سامحتك هذه المرة و لكن لا تعيديها ابداً.

~ ريهام ~

§ كيف تدرب تنينك؟ §

شاهدت هذا الفلم الأسبوع الماضي و ظننت أنه فلم للأطفال و لكنني أحببته كثيرا و أتمنى مشاهدته مرة أخرى.
كان الفلم ثلاثي الأبعاد فلبسنا نظارات مخصصة له.
هناك ولد اسمه "hiccup" و هو من عائلة الفايكينجن و يريد أن يصبح مثل والده محارب التنانين ولكن جسمه الضعيف لا يساعده على تحقيق حلمه .. كان يعمل في محل صناعة الأسلحة و الدروع مع عمه . و في يوم من الايام .. هاجمت التنانين قريتهم فضرب "hiccup" أحد التنانين النادرة بسلاح صنعه بنفسه فسقط التنين بعيدا .. اخذ "hiccup" يخبر الجميع أنه أمسك بتنين ولكن لم يصدقه أحد. ذهب "hiccup" للبحث عن التنين و حين و جده راه يحتضر أراد قتله لكنه لم يستطع، رأى أن جناح التنين كان مكسوراً.. فقرر الاحتفاظ به .. والد "hiccup" كان قلقا عليه فأدخله مدرسة لتعليم محاربة التنانين .و كان "hiccup" من أسوء الطلاب في محاربة التنانين .
اخذ "hiccup" كل يوم يزور التنين الذي أمسكه سراً للإطمأنان عليه، و صنع له جهاز يساعده على الطيران، و هكذا تعلم كيف يكون مع التنين دون أن يثير غضبه. و كلما ذهب إلى المدرسة كان يطبق ما تعلمه مع التنين في المدرسة حتى أصبح من أشهر الطلاب المحاربين.. اصبح أبوه فخور به حتى علم أنه صديق للتانين فغضب كثيرا و قبض على تنين "hiccup" و استخدمه للحصول على عش التنانين و الوصول الى كبيرهم . و حين وجد والد "hiccup" و معه جيش كبيرالى العش قاموا بمهاجمته ولكن التنين الكبير كان أقوى منهم بعشرة مرات ، جاء "hiccup" و أصدقاءه من المدرسة راكبين على تنانين لمساعدة الجيش و في نهاية القتال فاز الفايكنجنز بفضل "hiccup" ولكنه خسر رجله مثل تنينه . و عاش الفايكنجنز و التنانين معاً بسعادة و سلام.


~ منى ~


§ انْتَقَلْنَا إِلَى مَنْزِلِنَا الجَدِيد §



أخذ سنتين حتى إنتهى بناء المنزل كنت أفكر كثيرا بجماله و روعته . و كنا نزور منزلنا كثيرا في الصيف عند بناءه و رأينا التغيرات التي كانت تمربها حتى وصلت إلى هذه الصورة الجميلة.

قبل اتقالنا بأيام كثيرة أخبرتنا أمي أنه يجب علينا جمع أهم أغراضنا لأخذها إلى منزلنا الجديد. بدأت أجمع أغراضي ثم مللت فذهبت ألعب و أشاهد التلفاز، جاء اليوم التالي و فعلت نفس الشيء و إقترب اليوم الذي كنا سننتقل فيه و نحن لم نجمع أغراضنا. أحضر أبي عدد من الصنادق الكبيرة جدا، واحد لكل غرفة. و في خلال يومان ملأنا الصنادق حتى أنها لم تنغلق بسهولة. كنا نجمع أغراضنا الكثيرة و كان كلما جمعناها زادت و زادت أشياء

متبقية حسبت أننا لن ننتهي. و لكنها انتهت و حين جاء اليوم للإنتقالنا كان علينا نقلها إلى المنزل الجديد. استجر أبي

شاحنة متوسطة الحجم . جمعوا فيها أمتعتنا ولكنها لم تكن مساحتها كافية، فملأنا السيارات كلها بالأمتعة و كانت 4 سيارات و كلها كانت ستنفجر إذا فتحت الأبواب، لماذا لم ننقل الأمتعة من البداية؟ لا أعرف.



عندما و صلنا و دخلت إلى غرفتي الجديدة فرحت كثيرا لأنها أجمل من غرفتي القديمة ولأنها كانت غرفتي و تظهر شخصيتي و أنني لن أشارك أحد فيها. لم أشتاق إلى منزلنا القديم منذ انتقالنا. إلى أن رأيت أريكتنا القديمة، التي وضعناها في غرفة الضيوف. عادت إلي ذكريات الأريكة و كيف كنا جميعنا نجلس فيه حتى و لو كان المساحتها ضيقة ابتسمت حين تذكرت هذا الموقف و تمنيت أن أزور منزلنا القديم مرة أخرى.


~ منى ~

§ مُمَارَسَتِي لِهِوَايَة الحِيَاكَة و القيم التي استفدت منها §



إن الحياكة هي عبارة عن عمل يدوي ، نمارسه لنحصل في النهاية على قطع من ملابس ذات ألوان زاهية و أشكال متنوعة، يمكننا حياكة القفازات و السترة و الجوارب و الأوشحة (Scarf ) و القبعات، و أمور أخرى أيضاً. نصنعها كلها بأداتين ( إبر طويلة و خاصة للحياكة و خيوط من صوف ملون و ذو أحجام مختلفة).
إن الإبر تأتي بأحجام و أطوال مختلفة أيضاً و ذلك للتحكم في حجم الفراغات (الفتحات) في القطع الملبسية و في طولها و حجمها الكلي أيضاً.

عندما بدأت بممارسة هذه الهواية، كنت مصرة أشد الإصرار على إتقانها، لأنني أحببتها و شعرت بأنني يمكنني إنجاز شيء يجعلني فخورة به و سعيدة، لأني لم أقضي وقتي بالعمل به هباءً. طبعاً كالعادة لم يكن الأمر سهلاً أبداً في البداية، لقد أمضيت يوماً كاملاً فقط في تعلم كيفية صنع الخطوات الأساسية للحياكة. و كنتيجة لذلك، أتقنت هذه المرحلة بشكل ممتاز X )

و أنا الآن أقوم بصنع وشاح ذو لون أزرق مخضر، لقد أصبح طويييييلاً جداً، كما ترونه في الصورة المقابلة ، كما أن ملمسه ناااعم و دافيء جداً، كم كنت متحمسة لعرض صورة له، في الواقع أنا لم أنتهي منه بعد لأني أريد أن أجعله طويلاً بعض الشيء ليكون أكثر قابلية للتدفئة. أنا أحب أن أقضي أوقات فراغي في الحياكة كي لا أشعر بالملل، كما أني أحيك عندما أشعر بالغضب فأشغل عقلي عن الغضب؛ لأن الحياكة تحتاج إلى التركيز و الدقة لذلك فأنت تشغل دماغك عن كل ما يوترك و يشتت صفوة ذهنك.


الآن فقط علمت لما تحب العجائز ممارسة هذه الهواية، و ذلك لأنها تريح الأعصاب و تشغل البال، و تحرر العقل من كل ضغوط الحياة الخاصة و العملية، كما أنها تعود الإنسان على الصبر، و تحفزنا على السرعة مع الدقة في أداء أمورنا لنحصل على أفضل النتائج و أفضلها جودةً، و كذلك تشعرنا بلذة الإنجاز و الفخر و الثقة لأنك أنجزت أمراً مفيداً و جميلاً في نفس الوقت، و تجعلنا نتشارك هذه المشاعر الجميلة و الصادقة مع من نحب، كما يمكننا إهداء هذه القطع الملبسية التي صنعناها بأناملنا الرقيقة إلى أحبائنا و أعزائنا كهدية ليوم ميلادهم ( فكرة جميلة أليس كذلك ! ).

~ آمنة ~

§ انتقالي من مرحلة الطيش إلى مرحلة الوعي §




أنا متأكدة بأن معظم أطفال و مراهقي هذا الجيل أو بالأصح في جميع الأجيال يمرون في فترة معينة من حياتهم بهذه الحالة، فمرحلة الطيش تبدأ في العادة من سن11- 12 إلى سن14-15، بعدها تبدأ طريقة تفكير الطفل بالتغير أو التطور و هذه بداية لمرحلة الوعي. فأنا أرى بأنها

نقطة تحور من شخصية و نفسية الإنسان نتيجة نضوج عقله و تغير طريقة نظره إلى الحياة.


حسناً كنت طالبة في مدرسة الإعدادية في الصف السادس، وكنت طفلة عادية أحب الجميع و يحبني الجميع، المهم. بدأت بسماع الأغاني ( سراً مع أختي ) و لكنا بدأنا بأغاني الكرتون اليابانية ( أعلم بأنها تبقى أغاني و لكن، ماذا أقول، حسناً إنه تفكير أطفال خخخ ). و تحول ذلك إلى إدمان و كنت أتشاطر بعض الأغاني مع صديقتي في المدرسة، و من ثم نُشِرَت بين صديقاتي في المجموعة ( الشلة). الحمد لله لم تتأثر شيخصيتي أو نفسيتي كثيراً، و لكن عندما دخلت سن الـ 13، أي في الصف الثامن، بدأت بسماع الأغاني الإنجليزية، و من ثم أدمنتها إدماناً شديداً. و لكن إن النقطة الأسوأ في الموضوع هو التأثيرات السلبية التي أحدثتها الأغاني في نفسيتي أو حتى شخصيتي، فقد أصبحت غير مبالية و غير اجتماعية، و عصبية في بعض الأحيان، و قد ألجأ إلى الضرب إذا وصلت لمرحلة الإنفجار ( كنت أضرب الصغار فقط ). أنا لا أعلم إذا كان ذلك بسبب الأغاني أم لا و لكني متأكدة بأنها تلعب دوراً كبيراً في تغيير حالتي النفسية و حتى طريقة التفكير ( في الواقع كان نادراً ما أفكر في الأمور المفيدة أو ذات القيمة ) و قد لاحظت ذلك للتو.

حسناً، فجأة قررت أختي التوقف عن سماع الأغاني، و سألتها عن السبب باستغراب و تفاجؤ شديدين، و قالت لي: ( إن الله يهدي من يشاء). لم أستطع أن أنطق بأي كلمة و لكني هززت رأسي فقط. في هذه اللحظة شعرت بأن مليون ألف فكرة و فكرة دارت في رأسي ( و كان ذلك لا شعورياً أيضاً )، كانت تشبه لحظة السرحان أو ما شابه. لا أتذكر الأفكار بالضبط و لكن في النهاية قادتني إلى قرار مهم في حياتي، فالتفت إلى أختي و قلت لها بإصرار: ( أنا سوف أقطعها أيضاً ). ففرحت جداً :)

و لكن ذلك لم يكن بالأمر الهين كما ظننت ( في الواقع، متى كان أي شيء سهل في بدايته؟! )، فكيف أتوقع أن أقطع الأغاني في يوم <<< بعد 4 سنوات متواصلة من الإدمان ! حسناً كنت أسمع بعض الأغاني خلسة هههه، و لكن بعد بضعة أسابيع لقد استيقظ ضميري من سباته العميق و تحدثت معه بكل صدق، ثم أقنعني بأن أترك الأغاني و بشكل جدي هذه المرة. لقد كانت من أصعب المراحل في حياتي و قد اختبرت فيها مدى قوة إرادتي، و صدقي و إخلاصي لربي أولاً و لنفسي ثانياً. بعدها شعرت بأني إنسانة أخرى، مختلفة كلياً عن فترة الطيش حتى عن فترة ما قبل الطيش، و ذلك كان بسبب نضوجي و تغير نظرتي للحياة و للناس من حولي أيضاً، لقد أصبحت أكثر اتزاناً و كنت أفكر جيداً قبل أن أتلفظ بأي كلمة أو حديث معين. كما أني أصبحت أكثر اجتماعية من ذي قبل، كما امتاز وجهي بالبشاشة و بالراحة الغريبة. و قد علمت بعد فترة أن كان ذلك بسبب بدأي لمعرفة أمور ديني بشكل أكثر جدية و صدق، و من الأمور التي لاحظتها تواً أني أصبحت أكثر حلماً و حكمةً =') لقد استمتعت كثيييييراً بتلك المرحلة، الآن و أنا أكتبها، أشعر بأنها فعلاً من أفضل مراحل حياتي، فقد عشتها بكل لحظاتها الحلوة و المرة بكل صبر و إيمان، أشعر بأني حملت جميع مشاعري الطاهرة و الجميلة و الصادقة من خلالها. فعلاً فعلاً لقد فتحت لي أبواب لدنيا أخرى، بل لعالمٍ جديد ذو معالم ذات طابع جديد و غير معتاد ( فأحمد ربي و أشكره كل الشكر لأني حظيت بهذه الفرصة لأشعر بمعنى كلمة _الحياة_ ، وأختبر هذا العالم و جوانب جديدة لم أعتادها من قبل).




~ آمنة ~

§ صديقي الجديد ( تقويم ظهري ) §

أو في الأصح – عذابي الجديد- . أنا فتاة في السادسة عشر من عمري، استمتعت بكل لحظة من حياتي حتى الآن و الحمد لله، كما أني حاولت أن أستفيد من كل قيمة أتعلمها في دروب حياتي ، و إلى الآن.
و لكن من أكثر الأمور التي تأثرت بها هي تجربتي الجديدة لتقويم الظهر.

كما تعلمون أن معظم الناس يفهمون من كلمة التقويم بأنه جهاز يوضع في الفم لتعديل خلل ما بالأسنان، و لكن بأن يسمعوا تقويم – للظهر- فهذا بالتأكيد أمر جديد على المسامع، و لكن نعم هناك شيء يسمى بتقويم للظهر، و يستعمل لتعديل خلل ما بالعمود الفقري، كانحنائه بأن يصبح شكل العمود الفقري بحرف الـ C، أو كحالتي بأن يكون شكله بحرف الـ S، و هو عبارة عن خروج بعض فقرات العمود الفقري من مكانها الطبيعي فبالتالي يصبح شكل العمود بحرف الـS، و لكن من رحمة ربي أن الإنحناء S أقل خطورة من الإنحناء C ( فالحمد لله رب العالمين).

إن أطباء ظهري لا يعرفون السبب الرئيسي لهذه الحالة، و لكن يقولون أن من أسباب تفاقم و زيادة الإنحناء هو حمل الأشياء الثقيلة و من ضمنها –حقيبة المدرسة- فهي السبب الرئيسي لزيادة انحناء عمودي الفقري بشكل كبيير و ملحوظ جداً.

لقد أُعلمت بحالتي هذه عن طريق المدرسة،عندما كنت في الصف التاسع، فقد أُخِذْنا إلى العيادة للفحص، فعندما أحست النيرس ببروز بعض فقرات عمود الظهر، أخذوا لي صور بأشعة X على الفور، و ظهر بأن هناك إنحناء شديد في العمود الفقري، و بالصدفة كان هناك انحناء في ظهر صديقتي أيضاً !

بعدها كان يأخذني أبي قبل أن ينتهي دوام المدرسة بساعة إلى مشفى راشد لأتلقى العلاج الطبيعي، لكي أتمرن هناك، و قد أعطوني أكثر من 14 تمرين أُأَديه في المنزل، و بعد ذلك بفترة وجيزة إنتهى تجهيز تقويم ظهري و قد حان الوقت لأرتديه، و لكن الأمر لم يكن بتلك السهولة كما توقعتها. كان التقويم صلب جداً و يصعب التأقلم معه ( فقد كان يحاوط منطقة الجذع –البطن و الظهر- بأكملها)، كما أنه أثر في حالتي النفسية بشكل فظيع جداً، ففي بادئ الأمر كنت أرفض الخروج مع عائلتي إلى الخارج بسبب خجلي من التقويم، صحيح أنني أرتدي ملابسي عليه و لكن كانت حدوده تبرز من وراء العباءة، و كان ذلك يضايقني جداً، كما أنني كنت أكره أن أتقرب لزميلاتي في المدرسة بسببه، فقد كانوا يلمسونه بالخطأ فيستغربون منه، و لكن ردود فعلهم لم تكن اشمئزازية أو أي شي من هذا القبيل، بل بالعكس، لقد أظهروا لي اهتمامهم و شعورهم بحالتي. كما أن جهاز صديقتي كان مختلفاً بل ( شديد الفرق) فقد كان عبارة عن أحزمة تربط لتحاوط مناطق معينة من الظهر، و قد أزالته و الحمد لله. إن سبب اختلاف تقويم ظهرها عن تقويمي هو أنها تلقت العلاج في ماليزيا، و لكن كان من المفترض أن تذهب إلى هناك كل 6 شهور، فالحمد لله أن فترة علاجها انتهت :>

حسناً و من الأمور الأخرى التي تضايقت منها، هو عندما فُرٍض علي النوم به، في الواقع هذا كان الجزء الأصعب، فأحياناً كنت أشعر بصعوبة في التنفس ( بسبب ضغطه على جزء من جهازي التنفسي). حسناً، أظن بأن هذا الأمر طبيعي، و لكن مازال تعذيبي.

و الأن سوف أحدثكم عن بعض نقاطه الإيجابية. حسناً لا أخفي عليكم و لكن لقد عدل عمودي الفقري بشكل ممتاز و ملحوووظ جداً ! فقد قلت درجة الإنحناء و أصبحت طريقة مشيي سليمة أكثر من ذي قبل، كما أنه كان يحميني من الضربات عندما أتشاجر مع إخوتي أو عندما أتلقى بعض الضربات المفاجئة منهم، و حماني من مضايقات صديقاتي أيضاً، هيهيهييهي. لقد فرح الدكتور جداً بالنتيجة التي أحرزتها، و قد أعلمني بأن معظم الفتيات في سني ( اللواتي يحمل مثل حالتي) لا يواظبون على التقويم أو لا يرتدونه من الأساس لذلك لا يحرزون تقدماً ملحوظاً، لهذا ذلك أعطاني ثقة بالنفس و رغبة بإكمال العلاج حتى النهاية.

مرت حتى الآن سنتان و نصف من فترة علاجي، و إن شاء الله سوف تنتهي عما قريب. إن من أهم الأمور التي جعلتني أتحمل طول هذه الفترة هو توكلي الكامل على الله عز وجل و إيماني بأن كل ما يحدث لي ( خيراً كان أم شراً ) هو قضاء و قدر، بمعنى أنه قد خطط له مسبقاً بحكمة إلاهية، كما أني أعلم بأن ربي يختبرني ليقربني إليه، لذلك يجب علي أن أصبر و أتحمل إذا رغبت بالقربى من الله –عز و جل-. كما أني أتذكر عبارة قرأتها في مكان ما، و تقول بأن : ( الله يبكينا لكي يضحكنا )، فكنت أشعر براحة نفسية بعدها ( و الحمد لله رب العالمين ).


~ آمنة ~

§ رحلتي إلى ماليزيا §

في إجازتنا الصيفية سافرنا إلى ماليزيا و كنا 8 أمي ، أبي ، جدتي وأنا و أخواتي . سافرت إلى ماليزيا عدة مرات مع أمي و أبي و لكنها المرة الأولى الذي سأسافر إليها مع أخواتي. بدأت رحلتنا بالسفر من دبي إلى تايلند و من تيلند إلى ماليزيا وأخذ أكثر من 10 ساعات حيث أني لم أنم و لم يكون هناك تلفاز في الطائرة. لكن تأخر الطائرة إلى تيلاند فذهبت طائرتنا إلى ماليزيا من دوننا. فإنتظرنا في تايلند حتى وجدنا طائرة تأخذنا إلى كوالالمبور. عندما و صلنا أخيرا إلى ماليزيا دخلنا في حافلة لتأخذنا إلى الفندق. و في الباص نام الجميع حتى أختي التي كانت تحمل آلة الفيديوالمشغول(كان يوجد فيديو طويل جدا للحافلة).
في اليوم الأول في كوالالمبور ذهب الجميع إلى مركزتجاري كبير بالقرب من الفندق أما أنا و والدي ذهبنا إلى عيادة للفحص. استغرق وقت طويل حيث تعطل جهاز الأشعة السينية و لكن في النهاية كان كل شيء بخير.
بعد البقاء في كوالالمبور ليومين أو ثلاث ذهبنا إلى بينانج كان جميلا جدا حيث ذهبنا إلى العديد من الحدائق و المزارع مثل مزرعة الفراشات ، مزرعة الفواكه و حديقة التوابل ثم رجعنا إلى كوالالمبور و من ثم ذهبنا إلى جنتنج بالحافلة . جنتنج موجود على إرتفاع عالي فكان الجو بارد جدا و لايوجد أشياء كثيرة فيه سوا فندقين و حديقة ملاهي ومركز تجاري. ذهبت مع إخوتي إلى حديقة الملاهي ولكن كان الموظفين دائما يقولون أن الحديقة مغلقة بسبب الأمطار. نحن لم نرى الأمطار و لا أثر له فقط نرى ضباب كثيف جدا. في اليوم الأخير في جنتنج ذهبنا إلى حديقة الملاهي و لعبنا على أغلب الألعاب مثل قطار الموت ، و لعبة مائية بللتنا كلنا و حين رجعنا إلى الفندق غضبت أمنا لأن يجب علينا أن نذهب إلى كوالالمبور.
في كوالالمبور مضينا إجازتنا في التسوق و اللعب في حدائق الملاهي مثل حديقة "سانواي لاجون" حيث ينقسم الحديقة إلى أقسام مائية و برية و غيرها. حرمتنا أمنا من الألعاب المائية . ذهبنا إلى الجسر المعلق الطويل الذي يوجد مفاجأة فينهايته. مشينا و مشينا على الجسر حتى وصلنا نهايته و كان المفاجئة لعبة مائية فإطرنا للرجوع.
بعد اسبوعين في ماليزيا سافرنا إلى بانكوك في تايلند حيث كنا نذهب كل يوم إلى المركز التجاري و نتغذى على الأيس كريم و الفواكه أقمنا فيه أسبوع ثم رجعنا إلى بلدنا الحبيب دبي بعد أن أمضينا إجازة طويلة ومفرح في ماليزيا و تايلند.












~ منى ~

§ أحفاد إقرأ §


بسم الله الرحمن الرحيم ..
(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الإنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الإنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)
"اقرأ " هي أول آية نزلت علىالرسول صلى الله عليه و سلم .. و إن دل ذلك على شىء فهو يدل على أهمية القرأ ة .. وإذا نحن أمة إقرا وحملة لوائها ..
لكن هل نقوم فعلا بممارسة القراءة ؟!
الحقيقة أننا وعلى الرغم من كوننا من أمة إقرا و لكننا لا نقرأ.. وبالتحديد والخصوص لم نعد نقرأ ..
القرأة هي التي تقدمت بها الأمم على بعضها وتميزت في شتى مجالات الحياة .. فهي الوسيلة للتطور والإزدهار .. وحفظ الحضارات ونقل الثقافات .. وهي علم كامل متكامل الذي به تقوم عليه الدول لتزدهر ..
لأنها تعني تنمية العقول و شحنها بشتى الأفكار وتغذية مواردها ..
واذن يطرح تساؤل مهم نفسه هنا .. مفاده .. ماذا يحدث اذا توقفنا عن القراءة وأهملنا جانبها أو أسٍقطنا أهميتها من حياتنا ؟ فكيف سيكون حال الأجيال القادمة .. والتي ستتبع بلا شك خطى من سبقوها ؟
نعم ؛ إذا لم نقرأ نستفد و نستزد .. وذلك لأن من أسلافنا من حاز السبق في شتى مجالات التنمية والفكر .. والثقافة والعلوم .. من أدب وفلسفة .. وتقنية وعلوم صحية مختلفة المناهل والمشارب .. ولا أبالغ إن قلت أنهم هم من علم العالم .. وعلى أكتاف حضارتهم قامت الحضارات المتتالية على مدى عصور .. وعلى اختلاف قرون .. فمن ذاك الوهج الذي أضاء من الأندلس الحبيب تثقف الغرب القديم .. والقى من على ظهره أسبال التخلف وألغى من قادم زمانه عصور الظلمة ..
تساؤل أخر يُطرح في نفس المساق .. ماذا سيحل ومالذي حل بأمة إقرأ ؟
فنحن الآن قد تغير علينا كل شيء .. فقدنا جانب السبق بين الأمم .. لم نعد ذاك العملاق اللغوي .. والأدب الفني .. نعم هي بقايا من بقايا علمائنا .. ما تزدحم به مكتبات الأدب والتراث لا أقول العربي بل الإنساني في الغرب .. لكن كأمة لها كيانها واختلافها فقد تقطعت بنا السبل .. نردد في محافلنا :
أولئك آبائي فجئني بمثلهم *** اذا جمعتنا يا جرير المجامع
ونكاد كل شىء يقصر بنا عن زمان نهضة عربية علمية شاملة .. أخرجت بنا من متاهات الظلمة .. الى سيادة العالم والتربع على أهم عروشه .. بكلمة ..
وفي هذا الزمن المحير نحتاج فعلا ترديد قول الشاعر العربي القديم :
ليس الفتى من يقول كان أبي *** لكن الفتى من يقول هاأنذا

ولكن ما هي الأسباب التي أدت بنا الى هذا ؟
هل هي مغريات الزمن .. من وسائل راحة وترفيه لم تكن لأناملنا الفضل في ايجادها أو حتى اكتشاف عللها وتطويرها ..
هل لوجود الفضائيات و الشبكة العنكبوتية .. دور وأثر . وانعكاس ليس يستتر ؟ والمعلوم أن النسبة الكبيرة من مجتماعتنا الشابة الفتية تقضي معظم أوقاتها أمام جهاز التلفاز أو في التصفح الإلكتروني في الشبكة المعلوماتية ..
ثم أي ثقافة نزداد .. وكيف حالنا مع هذه الأجهزة أو سواها .. هل نستخدمها الاستخدام الأمثل ؟ وهل نستخدمها في التفاعل الإيجابي مع العالم المحيط .. وفي الاضافة الى الفكر العربي الاسلامي .. أو حتى في المشاركة في النهضة العلمية لمجتمعاتنا العربية .. مما ينحني بنا كأمة الى منحنى ايجابي في التأثير الثقافي الحضاري .
أم أن النسبة الكبيرة من الشباب العربي يقضي ساعات طويلة في البحث عن القيل والقال .. وتتبع لغط الحديث وسقطه .
للقراءة دور وأثر في التنمية الشاملة لأي مجتمع .. بل تكاد تكون اللبنة الأساسية التي عليها يقوم كل شيء .. فلنكن إذن كما امتدحنا الله تعالى " كنتم خير أمة أخرجت للناس " ولنكن أمة اقرأ .. قولا وفعلا .. لا انتسابا وقولا .. وبهذا تعود أمتنا الى سابق عهدها .. والى قديم مكانتها ومنزلتها .

~ أيان ~

§ شِجَارٌ بَعْدَهُ صَدَاقَة §


عندما كنت في الصف السادس في مدرسة الوصل, كانت هذه أول سنة لي في هذه المدرسة فكنت خائفة جداً لا أعرف احد في هذه المدرسة و شعرت بأنني غريبة و وحيدة.
في اليوم الأول من هذه السنة دخلن طالبات إلى فصلنا و كانوا يصدرن فوضى فتضايقت منهن و قلت لهن اخرجن من الفصل, ثم أتت واحدة من طالبات فصلي و قالت لا شأن لك في هذا, قلت لها و لما تتدخلي في أمري هذا و من ثم بدأت المشاجرة بيني و بين طالبة فصلي و من هذا اليوم و أنا لا أطيق النظر إليها فقد كرهتها من كل قلبي.
و في اليوم التالي طلبت مني معلمة اللغة العربية أن أجلس في الصف الأول بجانب الطالبة التي تشاجرت معها في اليوم السابق لأنني قصيرة و لا أستطيع رؤية السبورة في الخلف, و عندما تقدمت لا أنسى هذا اليوم فكانت تنظر إلي و كأنني إنسانة وقحة كانت نظراتها لي كنظرات الإنسان لعدوه و لكنني تجاهلتها و قلت في نفسي الله يسامحها, و عندما جلست بجانبها فقد كرهت نفسي فكنا لا نطيق بعض أبداً.
سبحان الله مع الأيام بدأنا نتقرب من بعض أكثر و أكثر إلى أن أصبحنا أصدقاء بل أخوات فهي نصفي الآخر كلما بكيت بكيت معي, و إذا ضحكت تضحك معي, تخفف همي و أخفف همها تقول كل ما في داخلها من ألم و حزن, تقف معي اذا احتجتها و تبقى معي إذا الجميع تركوني فهنا عرفت معنى الصداقة, و عرفت أن الحياة لا طعم لها من غير الأصدقاء.

~ ريهام ~